تفسير الامام أبي محمد الحسن العسكري عليه السلام في قوله تعالى: (قل يا أيها الذين هادوا) الآية، ان اليهود قالوا: يا محمد إن كان دعاؤكم مستجابا فادعوا لابن رئيسنا هذا ليعافيه الله من البرص، فقال النبي صلى الله عليه وآله: يا أبا الحسن ادع الله له بالعافية، فدعا فعوفي فصار أجمل الناس فشهد الشهادتين فقال أبوه: كان هذا وفاق صحته فادع علي فقال: اللهم إبله ببلاء ابنه، فصار في الحال أبرص أجذم أربعين سنة آية للعالمين.
الحاتمي باسناده عن ابن عباس انه دخل اسود إلى أمير المؤمنين عليه السلام وأقر انه سرق فسأله ثلاث مرات قال: يا أمير المؤمنين طهرني فانى سرقت. فأمر عليه السلام بقطع يده فاستقبله ابن الكواء فقال: من قطع يدك؟ فقال: ليث الحجاز وكبش العراق ومصادم الابطال المنتقم من الجهال كريم الأصل شريف الفصل محل الحرمين وارث المشعرين أبو السبطين أول السابقين وآخر الوصيين من آل يس المؤيد بجبرائيل المنصور بميكائيل الحبل المتين المحفوظ بجند السماء أجمعين ذاك والله أمير المؤمنين على رغم الراغمين في كلام له، قال ابن الكواء: قطع يدك وتثني عليه! قال:
لو قطعني إربا إربا ما ازددت له إلا حبا، فدخل على أمير المؤمنين واخبره بقصة الأسود فقال: يا بن الكواء ان محبينا لو قطعناهم إربا إربا ما ازدادوا لنا إلا حبا وان في أعدائنا من لو العقناهم السمن والعسل ما ازدادوا لنا إلا بغضا، وقال للحسن عليه السلام: عليك بعمك الأسود، فأحضر الحسن الأسود إلى أمير المؤمنين واخذ يده ونصبها في موضعها وتغطى بردائه وتكلم بكلمات يخفيها فاستوت يده وصار يقاتل بين يدي أمير المؤمنين إلى أن استشهد بالنهروان، ويقال كان اسم هذا الأسود أفلح. وقال المشتاق:
فقال له اني جنيت فحدني * ومن بعد حد الله مولاي فاقتلني فجز يمين العبد من حد قطعها * ومر بها راض على المرتضى يثني فقال له تمدح لمن لك قاطع * وذا عجب يسري به الناس في المدن فقال لهم ما كان مولاي جايرا * أقام حدود الله بالعدل وأنصفني فمروا بنحو المرتضى يخبرونه * فقال نعم استبشروا شيعتي منى ولو انني قطعتهم في محبتي * لما زال منهم بالولاء أحد عني فالزق كف العبد مع عظم زنده * وعاد كأيام الرفاهة يستثني ومر ينادي انني عبد حيدر * على ذاك يحييني الاله ويقبرني " المناقب ج 2، م 20 "