واليه اقبل كل ذاك مكلما * حيتانه فاستنطق الحيتانا وزعم أهل العراق في حديث النجف انه كانت بحيرة تسمى إن جف من كثرة خريرها فقال أمير المؤمنين عليه السلام: أن جف، فسمي النجف.
سهل بن حنيف في حديثه انه لما اخذ معاوية مورد الفرات أمر أمير المؤمنين لمالك الأشتر ان يقول لمن على جانب الفرات: يقول لكم علي اعدلوا عن الماء، فلما قال ذلك عدلوا عنه فورد قوم أمير المؤمنين الماء واخذوا منه فبلغ ذلك معاوية فأحضرهم وقال لهم في ذلك فقالوا: ان عمرو بن العاص جاء وقال إن معاوية يأمركم أن تفرجوا عن الماء فقال معاوية لعمرو: انك لتأني أمرا ثم تقول ما فعلته، فلما كان من غد وكل معاوية حجل بن عتاب النخعي في خمسة آلاف فانفذ أمير المؤمنين عليه السلام مالكا فنادى مثل الأول فمال حجل عن الشريعة فأورد أصحاب علي واخذوا منه فبلغ ذلك معاوية فأحضر حجلا وقال له في ذلك فقال له: ان ابنك يزيد اتاني فقال إنك أمرت بالتنحي عنه، فقال ليزيد في ذلك فأنكر فقال معاوية: فإذا كان غدا فلا تقبل من أحد ولو اتيتك حتى تأخذ خاتمي، فلما كان يوم الثالث امر أمير المؤمنين لمالك مثل ذلك فرأى حجل معاوية واخذ منه خاتمه وانصرف عن الماء وبلغ معاوية فدعاه وقال له في ذلك فأراه خاتمه فضرب معاوية يده على يده فقال نعم وان هذا من دواهي علي.
وحدثني محمد الشوهاني باسناده انه قدم أبو الصمصام العبسي إلى النبي صلى الله عليه وآله قال متى يجئ المطر وأي شئ في بطن ناقتي هذه وأي شئ يكون غدا ومتى أموت فنزل (ان الله عنده علم الساعة) الآيات، فأسلم الرجل ووعد النبي ان يأتي بأهله فقال اكتب يا أبا الحسن بسم الله الرحمن الرحيم أقر محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم ابن عبد مناف وأشهد على نفسه في صحة عقله وبدنه وجواز امره ان لأبي ضمضام العبسي عيه وعنده وفي ذمته ثمانين ناقة حمر الظهور بيض العيون سود الحدق عليها من طرايف اليمن ونقط الحجاز وخرج أبو الضمضام ثم جاء في قومه بني عبس كلهم مسلمين وسأل عن النبي صلى الله عليه وآله فقالوا: قبض، قال: فمن الخليفة من بعده؟ فقالوا:
أبو بكر، فدخل أبو الضمضام المسجد وقال: يا خليفة رسول الله ان لي على رسول الله ثمانين ناقة حمر الظهور بيض العيون سود الحدق عليها من طرايف اليمن ونقط الحجاز فقال: يا أخا العرب سالت ما فوق العقل والله ما خلف رسول الله إلا بغلته الدلدل وحماره اليعفور وسيفه ذا الفقار ودرعه الفاضل اخذها كلها علي بن أبي طالب وخلف