العباس مغشيا عليه واجتمع الناس وأمر بامساكها فلم يقدر عليها ثم إن عليا دعا البغلة باسم ما سمعناه فجاءت خاضعة ذليلة فوضع رجله في الركاب ووثب عليها فاستوى عليها راكبا فاستدعى ان يركبا الحسن والحسين فأمرهما بذلك ثم لبس علي الدرع والعمامة والسيف وركبها وسار عليها إلى منزله وهو يقول: هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أنا وهما أم تكفر أنت يا فلان، قال الحميري:
رجل حوى إرث النبي محمد * قسما له من منزل الاقسام بوصية قضيت بها مخصوصة * دون الأقارب من ذوي الأرحام ولقد دعا العباس عند وفاته * بقبولها فأصبح بالاعدام فحبا الوصي بها فقام بحقها * لما حباه بها على الأعمام وله أيضا:
وقد ورث النبي رداه يوما * وبردته ولايكة اللجام وله أيضا:
وارث السيف والعمامة والراية * مطوية وذات القيود منه والبغلة التي كان عليها * والحرب يلقاه يوم الوقود أبو جعفر الطوسي في الأمالي عن أبي محمد الفحام بالاسناد عن أبي مريم عن سلمان قال: كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وآله إذ أقبل علي بن أبي طالب فناوله النبي حصاة فلما استقرت الحصاة في كفه نطقت بلا إله إلا الله محمد رسول الله رضيت بالله ربا وبمحمد نبيا وبعلي وليا، فقال النبي: من أصبح منكم راضيا بولاية علي فقد آمن خوف الله وعقابه، قال العوني:
من صاحب المنديل والسطل ومن * في كفه سبح لله الحصا وقال ابن حماد:
من سبحت في كفه بيض الحصا * ليكون ذاك لفضله تبيانا من فيه انزل هل أتى رب العلى * وجزاه حور العين والولدانا وقال ديك الجن:
أشنا عليا وتفنيد الغلاة له * وفي غد يعرف الأفاك والأشر من ذا الذي كلمته البيد والشجر * وسلم الترب إذ ناداه والحجر " المناقب ج 2، م 19 "