وراكض الأرض ومن أنبع للعسكر ماء العين في الوادي القحط بحر لديه كل بحر جدول * يغرف من تياره إذا اغتمط وليث غاب كل ليث عنده * ينظره العقل صغيرا إذ فلط باسط علم الله في الأرض ومن * بحبه الرحمن للرزق بسط سيف لو أن الطفل يلقى سيفه * بكفه في يوم حرب لشمط يخطو إلى الحرب به مدرعا * فكم به قد قد من رجس وقط ورأي عليه السلام أنصاريا يأكل قشور الفاكهة وقد أخذها من المزبلة فأعرض عنه لئلا يخجل منه فأتى منزله وأتى إليه بقرصي شعير من فطوره وقال: أصب من هذا كلما جعت فان الله يجعل فيه البركة فامتحن ذلك فوجد فيه لحما وشحما وحلوا ورطبا وبطيخا وفواكه الشتاء وفواكه الصيف فارتعدت فرايص الرجل وسقط لوجهه فاقامه علي عليه السلام وقال: ما شأنك؟ قال: كنت منافقا شاكا فيما يقوله محمد وفيما تقوله أنت فكشف الله لي عن السماوات والأرض والحجب فأبصرت كلما تعدان به وتواعدان به فزال عني الشك. وأخذ العدوي من بيت المال ألف دينار فجاء سلمان على لسان أمير المؤمنين عليه السلام فقال له: رد المال إلى بيت المال فقد قال الله تعالى (ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة) فقال العدوي: وما أكثر سحر أولاد عبد المطلب ما عرف هذا قط أحد واعجب من هذا اني رأيته يوما وفي يده قوس محمد فسحرت منه فرماها من يده وقال: خذ عدو الله، فإذا هي ثعبان مبين يقصد إلي فحلفته حتى اخذها وصارت قوسا، قال مهيار:
ولم أدر ان الله أخر آية * له بك في إظهار معجزها سر فكنت عصى موسى هوت فتلقفت * بآيتها البيضاء ما افك السحر وقعد علي عليه السلام للحاجة فرأته المنافقون فقال: يا قنبر اذهب إلى تلك الشجرة والتي تقابلها، وكان بينهما أكثر من فرسخ فناداهما: ان وصي محمد يأمركما ان تتلاصقا، فانضما بأمره فدارت المنافقون خلفه فأمرهما بالعود فانطلقتا وعادت كل واحدة تفارق الأخرى بالهزيمة ثم قعد فلما رفع ثوبه أعمى الله أبصارهم.
وأنفذ أمير المؤمنين ميثم التمار في أمر فوقف على باب دكانه فأتى رجل يشتري التمر فأمره بوضع الدرهم ورفع التمر فلما انصرف ميثم وجد الدرهم بهرجا فقال في ذلك فقال عليه السلام: فإذا يكون التمر مرا، فإذا هو بالمشتري رجع وقال هذا التمر مر.