وكانت الرمية غير واصل * فمر يمشي في الهوا حتى انحدر فجدل الابطال فيه بعدما * صار إلى الدين الحنيفي نفر هذا وفي حصن الغراب قد جرى * معركة مرامها صعب الخطر فحاز أموالا وخيلا وإما * غير أسير في الجبال قد قطر ويوم تكريت إلى قلعتها * من جانب الماء لنقب قد حفر ومر في الجرف إليها طالعا * وكان عند القوم من ذاك خبر فبادروه عاجلا بصخرة * لها دوي الصوت عند المنحدر فردها بكفه ثم ارتقى * في مطلع ما بين ضيق ووعر فاستسلموا لما رأوا فعاله * تجل قدرا عن أفاعيل البشر تفسير أبي محمد الحسن العسكري انه رأى عليا عليه السلام ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري في بئر عادية ورجال يرمونه بالأحجار فوقع فيها فقالوا أردنا واحدا فصار اثنين فأرسلوا صخرة مقدار مائتي من فاحتضنه علي وجعل رأس ثابت إلى صدره وانحنى عليه فوقعت الصخرة على مؤخر رأس علي فما كانت إلا كترويحة بمروحة ثم أرسلوا ثانية وثالثة ثم قالوا لو كان لهما مائة الف روح ما بخت واحدة منها فأذن الله لشفير البئر فانحط ولقرار البئر فارتفع فخرجا سالمين، قال خطيب منبج:
ومن كانت له بالشعب مما * أتاه الجن فيه راجمينا فظلله المطرق جبرئيل * وميكائيل خير مظللينا وفيه انه أرادت الفجرة ليلة العقبة قتل النبي صلى الله عليه وآله ومن بقي في المدينة قتل علي فلما تبعه وقص عليه بغضاءهم فقال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى الخبر، فخفروا له حفيرة طويلة وغطوها فلما انصرف وبلغها أنطق الله فرسه فقال:
سر بإذن الله، فطفرت ثم أمر بكشفه فرأى عجبا.
مسند أحمد وفضايله، وسنن ابن ماجة قال عبد الرحمن بن أبي ليلى: كان أمير المؤمنين يلبس في البرد الشديد الثوب الرقيق وفي الحر الشديد القبا والثوب الثقيل وكان لا يجد الحر والبرد فكان صلى الله عليه وآله دعا له يوم خيبر فقال: كفاك الله الحر والبرد، وفي رواية: اللهم قه الحر والبرد، وفي رواية: اللهم اكفه الحر والبرد، قال الأصفهاني:
أمن له في الحر والبرد استوت * منه بنعمة ربه الألحان