فأسر نجواه إليه ولم يروا * من قبل ذاك مناجيا للجان سال الحكومة بين حزبي قومه * عنه ودان لحكمه الحزبان عمرو بن حمزة العلوي في فضايل الكوفة انه كان أمير المؤمنين عليه السلام ذات يوم في محراب جامع الكوفة إذ قام بين يديه رجل للوضوء فمضى نحو رحبة الكوفة يتوضأ فإذا بأفعى قد لقيه في طريقه ليلتقمه فهرب من بين يديه إلى أمير المؤمنين فحدثه بما لحقه في طريقه فنهض أمير المؤمنين حتى وقف على باب الثقب الذي فيه الأفعى فأخذ سيفه وتركه في باب الثقب وقال: ان كنت معجزة مثل عصى موسى فأخرج الأفعى، فما كان إلا ساعة حتى خرج يساره ثم رفع رأسه إلى الاعرابي وقال إنك ظننت اني رابع أربعة لما قمت بين يدي، فقال: هو صحيح، ثم لطم على رأسه واسلم.
قال الوراق:
علي مناجي الأفعوان وجيشه * حواليه من جاث إليه وجثم في الامتحان عمار بن ياسر وجابر الأنصاري: كنت مع أمير المؤمنين في البرية فرأيته قد عدل عن الطريق فتبعته فرأيته ينظر إلى السماء ثم يتبسم ضاحكا فقال:
أحسنت أيها الطير إذ صفرت بفضله. فقلت له مولاي ابن الطير؟ فقال: في الهواء تحب ان تراه وتسمع كلامه؟ فقلت: نعم يا مولاي، فنظر إلى السماء ودعا بدعاء خفي فإذا الطير يهوي إلى الأرض فسقط على يد أمير المؤمنين فمسح يده على ظهره فقال:
انطق بإذن الله وانا علي بن أبي طالب، فأنطق الله الطير بلسان عربي مبين فقال:
السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته فرد عليه وقال له: من أين مطعمك ومشربك في هذه الفلاة القفراء التي لا نبات فيها ولا ماء، فقال: يا مولاي إذا جعت ذكرت ولايتكم أهل البيت فاشبع وإذا عطشت فأتبرا من أعدائكم فأروى، فقال:
بورك فيك بورك فيك وطار، مثل قوله تعالى: (يا أيها الناس علمنا منطق الطير)، قال الصاحب:
أفي الطير لما قد دعا فأجابه * وقد رده عني غبي موارب أفي يوم خم إذ أشار بذكره * وقد سمع الايصاء جاء وذاهب محمد بن وهبان الأزدي الديبلي في معجزات النبوة عن البراء بن عازب في خبر عن أمير المؤمنين انه عبر في السماء خبط من الإوز طايرا على رأس أمير المؤمنين فصرصرن وصرخن فقال أمير المؤمنين قد سلمن على وعليكم فتغامز أهل النفاق بينهم فقال