يعنى - بربعيهما - منزلتي المرأتين اللتين ذكرهما ويعنى - بجارتا صفا - الاثفيتين لأنهما مقطوعتان من الصفا الذي هو الصخر. ويمكن في قوله جارتا وجه آخر هو أحسن من هذا وهو أن الاثفيتين توضعان قريبا من الجبل لتكون حجارة الجبل ثالثة لهما وممسكة للقدر معهما ولهذا تقول العرب رماه بثالثة الأثافي أي بالصخرة أو الجبل وشبه أعلاهما بلون الكميت وهو لون الحجر نفسه لأن النار لم تصل إليه فتسوده - ومصطلاهما جون - أي اسود لان النار قد سفعته وسودته. وقال الراعي في وصف الأثافي أيضا أذاع بأعلاه وأبقى شريده * ذرى مجنحات بينهن فروج كأن بجزع الدار لما تحملوا * سلائب ورقا بينهن خديج - أذاع بأعلاه - يعنى الرماد لأن السافي طير ظاهره وما علا منه - وأبقى شريده - يريد به الذي أبقى لما شرد على السافي فلم يطيره - وذرى مجنحات - يعنى الأثافي وذرى كل شئ جانبه وما استذريت به منه - والمجنحات - المسبلات منه - والسلائب - جمع سلوب وهي الناقة التي قد سلبت ولدها بموت أو نحر فقد عطفت على حوار آخر - والخديج - الذي قد سقط لغير تمام - والورق - اللواتي ألوانهن كلون الرماد. وفي معنى قول الراعي وأبقى شريده ذرى قول المخبل السعدي
(١١٩)