والعزم فيهما جميعا وإنما أثبتنا همها به بأن يكون متعلقا بالقبيح لشهادة الكتاب والآثار به وهي ممن يجوز عليها فعل القبيح ولم يؤثر دليل في امتناعه عليها كما أثر ذلك فيه عليه السلام والموضع الذي يشهد بذلك من الكتاب قوله تعالى (وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه إلى قوله في ضلال مبين) قوله تعالى (وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب) وقوله (الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين) وفي موضع آخر (فذلكن الذي لمتنني فيه ولقد راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين) وفى موضع آخر (فذلكن الذي لمتنني فيه ولقد راودته عن نفسه فأستعصم) والآثار واردة باطباق مفسري القرآن ومتأوليه على أنها همت بالفاحشة والمعصية.. والوجه الثاني في تأويل الآية أن يحمل الكلام على التقديم والتأخير ويكون تلخيصه ولقد همت به ولولا أن رأى برهان ربه لهم بها ويجرى ذلك مجرى قولهم قد كنت هلكت لولا أنى تداركتك وقتلت لولا أنى خلصتك والمعنى لولا تداركي لهلكت ولولا تخليصي لقتلت وان لم يكن وقع هلاك ولا قتل.. قال الشاعر فلا تدعني قومي صريحا لحرة * لأن كنت مقتولا ويسلم عامر .. وقال آخر فلا تدعني قومي ليوم كريهة * لئن لم أعجل ضربة أو أعجل فقدم جواب الشرط في البيتين جميعا (1) وقد استشهد عليه أيضا بقوله تعالى (ولولا فضل الله عليكم ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك) والهم لم يقع لمكان فضل الله ورحمته ومما يشهد لهذا التأويل ان في الكلام شرطا وهو قوله تعالى (لولا أن رأى برهان ربه) فكيف يحمل على الاطلاق مع حصول الشرط وليس لهم أن يجعلوا جواب لولا محذوفا
(١٢٧)