الأمالي - السيد المرتضى - ج ٢ - الصفحة ١٤٣
وأصبح أعلام الأحبة دونها * من الأرض غول نازح ومسير وأصبحت نجدي الهوى متهم الثوى * أزيد اشتياقا أن يحن بعير عسى الله بعد النأي أن يسعف النوى * ويجمع شمل بعدها وسرور قال فسكنت والله عني الحمى حتى ما أحس بها فقلت لرفيقي انزل يرحمك الله إلى راحلتك فاني متماسك وجزاك الله عن الصبحة خيرا.. أخبرنا المرزباني قال أخبرنا محمد بن العباس قال حدثنا محمد بن يزيد النحوي قال حدثنا بعض أصحابنا عن الأصمعي قال كان بالبصرة اعرابي من بني تميم يتطفل على الناس فعاتبته على ذلك فقال والله ما بنيت المنازل إلا لتدخل ولا وضع الطعام إلا ليؤكل وما قدمت هدية فأتوقع رسولا وما أكره أن أكون ثقلا ثقيلا على من أراه شحيحا بخيلا أتقحم عليه مستأنسا وأضحك إذا رأيته عابسا فآكل برغمه وأدعه بهمه وما اخترق اللهوات طعام أطيب من طعام لم ينفق فيه درهم ولا يعنى إليه خادم (1) وأنشأ يقول كل يوم أدور في عرصة الحي * أشم القتار شم الذباب

(1) وروى من غير هذا الوجه عن المبرد قال كان بالبصرة طفيلي مشهور وكان ذا أدب وظرف فمر بسكة النخع بالبصرة على قوم عندهم وليمة فاقتحم عليهم وأخذ مجلسه مع من دعى فأنكره صاحب المنزل فقالوا له لو تأنيت أو صبرت يا هذا قبل الدخول حتى يؤذن لك كان أحسن لأدبك وأعظم لقدرك وأجمل لمروءتك فقال إنما اتخذت البيوت ليدخل فيها ووضعت الموائد ليؤكل عليها والحشمة قطيعة واطراحها صلة وجاء في الآثار صل من قطعك واعط من منعك وأحسن إلي من أساء إليك
(١٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 ... » »»
الفهرست