بعدت همة عين * طمعت في أن تراكا أو ما خط لعيني * أن ترى من قد رأكا ليت حظي منك أن * تعلم ما بي من هواكا قال أبي انه تصرف في معان من الشعر في هذه الأبيات قال فكتبها عنه جماعة من حضروا والأبيات لإبراهيم بن العباس الصولي.. وأخبرنا علي بن محمد الكاتب قال أخبرنا محمد بن يحيى الصولي قال لما بايع المأمون لعلي بن موسى الرضا عليهما السلام بالعهد وأمر الناس بلبس الخضرة صار إليه دعبل بن علي الخزاعي وإبراهيم بن العباس الصولي وكانا صديقين لا يفترقان فأنشده دعبل مدارس آيات خلت من تلاوة * ومنزل وحي مقفر العرصات وأنشده إبراهيم بن العباس الصولي على مذهبهما قصيدة أولها أزالت عراء القلب بعد التجلد * مصارع أولاد النبي محمد قال فوهب لهما عشرين ألف درهم من الدراهم التي عليها اسمه وكان المأمون أمر بضربها في ذلك الوقت فأما دعبل بن علي فصار بالشطر منها إلى قم فاشترى أهلها منه كل درهم بعشرة دراهم فباع حصته بمائة ألف درهم.. وأما إبراهيم بن العباس فلم يزل عنده بعضها إلى أن مات قال الصولي ولم أقف من قصيدة إبراهيم على أكثر من هذا البيت.. قال وكان السبب في ذهاب هذا الفن من شعره ما حدثني أبو العباس أحمد ابن محمد بن الفرات والحسين بن علي الباقطاني قالا كان إبراهيم بن العباس صديقا لإسحاق بن إبراهيم أخي زيدان الكاتب المعروف بالزمن فأنسخه شعره في علي بن موسى الرضا عليهما السلام وقد انصرف من خراسان ودفع إليه شيئا بخطه منه وكانت النسخة عنده إلى أن ولى المتوكل وولى إبراهيم بن العباس ديوان الضياع وقد كان تباعد ما بينه وبين أخي زيدان فعزله عن ضياع كانت في يده بحلوان وغيرها وطالبه بمال وألح عليه وأساء مطالبته فدعا إسحاق بعض من يثق به من اخوانه وقال له امض
(١٣٠)