بها شرق من زعفران وعنبر * أطارت من الحسن الرداء المحبرا أي رمت بها عنها ثقة بالجمال والكمال.. ومثله وهو مليح لهونا بمنجول البراقع حقبة * فما بال دهر لزنا بالوصاوص أراد بمنجول البراقع اللاتي يوسعن عيون براقعهن ثقة بحسنهن ومنه الطعنة النجلاء والعين النجلاء ثم قال ما بال دهر أحوجنا واضطرنا إلى القباح اللواتي يضيقن عيون براقعهن لقبحهن والوصاوص هي النقب الصغار للبراقع.. ومما يشهد للمعنى الأول الذي هو الوصف بالبله لا بمعنى الغفلة قول ابن الدمينة بمالي وأهلي من إذا عرضوا له * ببعض الأذى لم يدر كيف يجيب ويروي بنفسي وأهلي ولم يعتذر عذر البري ولم تزل * به سكتة حتى يقال مريب .. ومثله أحب اللواتي في صباهن غرة * وفيهن عن أزواجهن طماح مسرات حب مظهرات عداوة * تراهن كالمرضى وهن صحاح .. ومثله يكتبين الينجوج في كبد المشتي * وبله أحلامهن وسام .. أما قوله - يكتبين - فمأخوذ من لفظ الكبا وهو العود أراد يتبخرن به والينجوج هو العود وفيه ست لغات. ينجوج. وأنجوج. ويلنجوج. وألنجوج. وبلنجج. وألنجج .. فاما كبد المشتي فهو ضيقه وشدته.. ومنه قوله تعالى (لقد خلقنا الإنسان في كبد) وقد روى في كبة المشتي والمعنى متقارب لان الكبة هي الصدمة مأخود من كبة الخيل وأما الوسام فهي الحسان من الوسامة وهي الحسن.. ويمكن أن يكون في البله جواب آخر وهو ان يحمل على معني البله الذي هو الغفلة والنقصان في الحقيقة ويكون معنى
(٣٢)