لهم في مثله عذر أو حجة ولم ينف النطق الذي ليست هذه حاله ويجري هذا مجرى قولهم خرس فلان عن حجته وحضرنا فلانا يناظر فلانا فلم يقل شيئا وإن كان الذي وصف بالخرس عن الحجة والذي نفي عنه القول قد تكلم بكلام كثير غزير الا انه من حيث لم يكن فيه حجة ولا به منفعة جاز إطلاق القول الذي حكيناه عليه ومثل هذا قول الشاعر أعمى إذا ما جارتي خرجت * حتى يوارى جارتي الخدر ويصم عما كان بينهما * سمعي وما بي غيره وقر .. وقال الآخر لقد طال كتمانيك حتى كأنني * برد جواب السائلي عنك أعجم وعلى هذا التأويل قد زال الاختلاف لان التساؤل والتلاؤم لا حجة فيه.. وأما قوله تعالى ولا يؤذن لهم فيعتذرون فقد قيل (1) انهم غير مأمورين بالاعتذار فكيف يعتذرون ويجاب بحمل الاذن على الامر وإنما لم يؤمروا به من حيث كانت تلك الحال لا تكليف فيها والعباد ملجؤون عند مشاهدة أحوالهم إلى الاعتراف والاقرار.. وأحسن من هذا التأويل ان يحمل يؤذن على معنى أنه لا يستمع لهم ولا يقبل عذرهم والعلة في امتناع قبول عذرهم هي التي ذكرناها [تأويل خبر].. روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا تسبوا الدهر فان الدهر هو
(٣٤)