يوما وقد دخل عليه هذا عقيل عمه أبو لهب فقال عقيل هذا معاوية عمته حمالة الحطب وعمة معاوية أم جميل بنت حرب بن أمية وكانت امرأة أبي لهب.. وقال له يوما يا أبا يزيد أين ترى عمك أبا لهب فقال له عقيل إذا دخلت النار فانظر عن يسارك تجده مفترشا عمتك فانظر أيهما أسوأ حالا الناكح أم المنكوح.. وقال له ليلة الهرير بصفين يا أبا يزيد أنت معنا الليلة قال ويوم بدر كنت معكم.. وقيل لسعيد بن المسيب وقد كف ألا تقدح عينك قال حتى أفتحها على من.. ودخل معن بن زائدة على المنصور فقال له كبرت يا معن قال في طاعتك قال وانك لتتجلد قال على أعدائك قال وان فيك لبقية قال هي لك.. وقال عبيد الله بن زياد لمسلم بن عقيل والله لأقتلنك قتلة يتحدث بها بعدك فقال مسلم أشهد أنك لا تدع سوء القتلة ولؤم المقدرة لأولى بهما منك.. وقال رجل لعمرو بن العاص لأتفرغن لك قال إذا وقعت في الشغل.. وقال معاوية لعمرو ابن سعيد بن العاص الملقب بالأشدق إلى من أوصى بك أبوك فقال إن أبي أوصى إلي ولم يوص بي.. وقال عبيد الله بن زياد بن ظبيان لابنه وقد حضرته الوفاة قد أوصيت بك فلانا فالفه بعدي فقال يا أبت إذا لم يكن للحي الا وصية الميت فالحي هو الميت..
وقال الوليد بن يزيد لابن الرقاع العاملي أنشدني بعض قولك في الخمر فأنشده كميت إذا شجت وفي الكأس وردة لها في عظام الشاربين دبيب فقال له شربتها ورب الكعبة فقال ابن الرقاع لئن كان نعتي لها بذلك رابك لقد رابني معرفتك بها.. ولما أتى معاوية نعي الحسن بن علي عليهما السلام بعث إلى ابن عباس وهو لا يعلم الخبر فقال ما جاءك خبر من المدينة قال لا قال أتانا نعي الحسن وأظهر سرورا فقال ابن عباس إذا لا تنسأ ولا يسد حفرتك قال احسبه قد ترك صبية صغارا قال كلنا كان صغيرا وكبر قال وأحسبه قد بلغ سنا قال مثل مولده لا يجهل قال معاوية وقال قائل انك أصبحت سيد قومك قال أما وأبو عبد الله الحسين بن علي حي فلا فلما كان من غد أتى يزيد بن معاوية ابن عباس وهو في المسجد يعزي فجلس بين يديه جلسة المعزي وأظهر حزنا وغما فلما انصرف اتبعه ابن عباس بصره وقال إذا ذهب آل حرب