فكأنها مصغ لتسمعه * بعض الحديث بإذنه وقر فلم يرض بان وصفها بالإصغاء حتى وصفها بالوقر وهو الثقل في الاذن لان الثقيل السمع يكون اصغاؤه وميله إلى جهة الحديث أشد وأكثر.. [قال المرتضى] رضي الله عنه واني لأستحسن القصيدة التي من جملتها البيت الذي أوردناه لأبي نواس لأنها دون العشرين بيتا وقد نسب في أولها ثم وصف الناقة بأحسن وصف ثم مدح الرجل الذي قصد مدحه واقتضاه حاجته كل ذلك بطبع يتدفق ورونق يترقرق وسهولة مع جزالة والقصيدة يا منة إمتنها السكر * ما ينقضي مني لها الشكر أعطتك فوق مناك من قبل * قد كن قبل مرامها وعر يثني إليك بها سوالفه * رشأ صناعة عينه السحر ظلت حميا الكأس تنشطنا * حتى تهتك بيننا الستر في مجلس ضحك السرور به * عن ناجذيه وحلت الخمر .. أما قوله - حلت الخمر - فيحتمل أن يريد به إنما وصفه من طيب الموضع وتكامل السرور به وحضور المأمول فيه صار مقتضيا لشرب الخمر وملجئا إلى تناولها ورافعا للحرج فيها على مذهب الشعراء في المبالغة ويكون فائدة وصفها بأنها حلت المبالغة في وصف الحال بالحسن والطيب.. ويحتمل أن يكون عقد على نفسه وآلى ألا يتناول الخمر إلا بعد الاجتماع مع محبوبه وكان الاجتماع معه مخرجا عن يمينه على مذهب العرب في تحريم الخمر على نفوسهم إلى أن يأخذوا بثأرهم ويجري ذلك مجرى قول الشنفري حلت الخمر وكانت حراما * وبلأي ما ألمت تحل (1)
(٢٠٢)