أراد الله بنا خيرا كنت صاحبنا فقال المنصور بعد ذلك لأبي عبد الله أردت الخروج علينا فقال نحن ندل عليكم في دولة غيركم فكيف نخرج عليكم في دولتكم.. وقال عبد الملك بن مروان لنصيب هل لك في الشراب فقال له نصيب الشعر مفلفل واللون مرمد وإنما قربني إليك عقلي فهبه لي.. وقال مروان بن محمد الملقب بالحمار لحاجبه وقد ولي منهزما كر عليهم بالسيف فقال لا طاقة لي بذلك فقال والله لئن لم تفعل لأسوءنك فقال وددت انك تقدر على ذلك.. وقال يحيى بن خالد لشريك علمنا مما علمك الله يا أبا عبد الله فقال له شريك إذا عملتم بما تعلمون علمناكم ما تجهلون.. وقال المأمون لمحمد بن عمران بلغني انك بخيل فقال ما أجمد في حق ولا أذوب في باطل.. وقيل لأبي دؤاد الأيادي ونظر إلى بنته تسوس فرسه أهنتها يا أبا دؤاد فقال أهنتها بكرامتي كما أكرمتها بهواني.. ومثل ذلك قول اعرابي لحقه ذل على باب السلطان أهين لهم نفسي لأكرمها بهم * ولن تكرم النفس التي لا تهينها ودخل عمارة بن حمزة على المنصور فجلس مجلسه الذي كان يجلس فيه فقام رجل فقال مظلوم يا أمير المؤمنين فقال من ظلمك فقال عمارة غصبني ضيعتي فقال المنصور قم يا عمارة فاقعد مع خصمك فقال عمارة ما هو لي بخصم فقال له كيف قال إن كانت الضيعة له فلست أنازعه فيها وإن كانت لي فهي له ولا أقوم من مجلس شرفني به أمير المؤمنين لأقعد في أدنى منه بسبب ضيعة.. وقال هشام بن عبد الملك لرجل في الكعبة سلني حاجتك فقال لا أسأل في بيت الله غير الله.. وهرب سليمان بن عبد الملك من الطاعون فقيل له ان الله تعالى يقول (قل لن ينفعكم الفرار ان فررتم من الموت أو القتل وإذا لا تمتعون إلا قليلا) فقال ذلك القليل نطلب.. وقيل إن الجعد بن درهم جعل في قارورة ترابا وماء فاستحال دودا وهوام وقال لأصحابه إني خلقت ذلك لأني كنت سبب كونه فبلغ ذلك جعفر بن محمد عليه السلام فقال ليقل كم هو وكم الذكران منه والإناث إن كان خلقه وكم وزن كل واحدة منهن وليأمر التي تسعي إلى هذا الوجه أن ترجع إلى غيره فانطلق وهرب.. وقال المأمون للفضل بن سهل إني أخاف عليك أقواما يعادونك فلا تركب إلى إلا في جيش فقال الفضل ما أخاف غيرك فان أمنتني
(٢٠٥)