ساق إليهم ذلا وبلاء أشربه فأستريح من الدنيا فإنما بقي من عمري اليسير قال خالد هاته فأخذه ثم قال بسم الله وبالله رب الأرض والسماء الذي لا يضر مع اسمه شئ فشربه فتجللته غشية ثم ضرب بذقنه في صدره طويلا ثم عرق فأفاق كأنما نشط من عقال فرجع ابن بقيلة إلى قومه فقال جئتكم من عند شيطان أكل سم ساعة فلم يضره صانعوا القوم وأخرجوهم عنكم فان هذا أمر مصنوع لهم فصالحوهم على مائة ألف درهم وأنشأ يقول أبعد المنذرين أرى سواما * يروح بالخورنق والسدير أبعد فوارس النعمان أرعى * مراعي نهر مرة فالحفير تحاماه فوارس كل قوم * مخافة ضيغم عالي الزئير فصرنا بعد هلك أبي قبيس * كمثل الشاء في اليوم المطير يريد أبا قابوس فصغر ويروي كمثل المعز تقسمنا القبائل من معد * علانية كأيسار الجزور نؤدي الخرج بعد خراج كسرى * وخرج بني قريظة والنصير كذاك الدهر دولته سجال * فيوم من مساة أو سرور ويروى ان عبد المسيح لما بني بالحيرة قصره المعروف بقصر بني بقيلة قال لقد بنيت للحدثان قصرا * لو أن المرء تنفعه الحصون طويل الرأس أقعس مشمخرا * لأنواع الرياح به أنين ومما يروي لعبد المسيح بن بقيلة والناس أبناء علات فمن علموا * أن قد أقل فمجفو ومحقور وهم بنون لام إن رأوا نشبا * فذاك بالغيب محفوظ ومحقور وهذا يشبه قول أوس بن حجر بني أم ذي المال الكثير يرونه * وإن كان عبدا سيد الام جحفلا
(١٨٩)