الوهاب الثقفي فقال هو أحلى من أمن بعد خوف وبرء بعد سقم وخصب بعد جدب وغنا بعد فقر وطاعة المحبوب وفرج المكروب ومن الوصل الدائم مع الشباب الناعم وللنظام شعر كثير صالح فمنه يا تاركي جسدا بغير فؤاد * أسرفت في الهجران والإبعاد إن كان يمنعك الزيارة أعين * فادخل علي بعلة العواد كيما أراك وتلك أعظم نعمة * ملكت يداك بها منيع قيادي إن العيون على القلوب إذا جنت * كانت بليتها على الأجساد .. وله توهمه طرفي فآلم خده * فصار مكان الوهم من نظري أثر وصافحه قلبي فآلم كفه * فمن صفح قلبي في أنامله عقر ومر بقلبي خاطرا فجرحته * ولم أر جسما قط يجرحه الفكر يمر فمن لين وحسن تعطف * يقال به سكر وليس بسكر ويقال ان أبا العتاهية قال أنشدت النظام شعرا إذا هم النديم له بلحظ * تمشت في محاسنه الكلوم فقال ينبغي أن ينادم هذا أعمى.. [قال المرتضى رضي الله عنه] وأبيات النظام تتضمن معنى بيت أبي العتاهية ولسنا ندري أيهما أخذ من صاحبه والنظام يكرر هذا المعنى كثيرا في شعره فمن ذلك قوله * رق فلو بزت سرابيله علقه الجو من اللطف * يجرحه اللحظ بتكراره ويشتكي الإيماء بالطرف وحكى ان أبا النظام جاء به وهو حدث إلى الخليل بن أحمد ليعلمه فقال له الخليل يوما ليمتحنه وفي يده قدح زجاج يا بني صف لي هذه الزجاجة فقال أبمدح أم بذم فقال
(١٣٣)