المشهور فحنق عليهما وهم بقتلهما ثم أشفق من ذلك وأراد قتلهما بيد غيره وكان على طرفة أحنق فعلم أنه ان قتله هجاه المتلمس فكتب لهما كتابا إلى البحرين وقال لهما إني قد كتبت لكما بصلة فأشخصا لقبضها فخرجها من عنده والكتابان في أيديهما فمرا بشيخ جالس على ظهر الطريق متكشفا يتبرز ومعه كسرة خبز يأكل منها ويتناول القمل من ثيابه فيقصعه فقال أحدهما لصاحبه ما رأيت أعجب من هذا الشيخ فسمع الشيخ مقالته فقال وما ترى من عجب ادخل طيبا واخرج خبيثا واقتل عدوا وان أعجب مني لمن يحمل حتفه بيده وهو لا يدري فأوجس المتلمس في نفسه خيفة وارتاب بكتابه فلقيه غلام من أهل الحيرة فقال له أتقرأ يا غلام قال نعم ففض خاتم كتابه ودفعه إلى الغلام فقرأه فإذا فيه إذا أتاك المتلمس فاقطع يديه ورجليه واصلبه حيا فأقبل على طرفة فقال له تعلمن والله لقد كتب فيك مثل هذا فادفع كتابك إلى الغلام يقرأه عليك فقال كلا ما كان ليجسر على قومي بمثل هذا ولم يلتفت إلى قول المتلمس فألقى المتلمس كتابه في نهر الحيرة وقال قذفت بها بالثني من جنب كافر * كذلك أقنو كل قط مضلل رضيت لها بالماء لما رأيتها * يحول بها التيار في كل جدول
(١٢٩)