فقال له من جمع بين الزانيين فقال له يا بن أخي أما بالبصرة فإنهم يقولون القوادون ولا أحسب أهل بغداد يخالفونهم على هذا القول فما تقول أنت قال فخجل الرجل وسكت .. وقال أبو الهذيل قلت لرجل ممن ينفي الحركة ولم يسمه وزعم قوم انه الأصم خبرني عن قول الله تعالى (الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة) وذكر القاذف فقال فاجلدوه ثمانين جلدة فأيهما أكثر فقال حد الزاني قلت بكم قال بعشرين قلت فحدثني عن الجلد أهو يد الجلاد قال لا قلت أفهو السوط قال لا قلت فهو ظهر المجلود. قال لا قلت أفهو الانفراج الذي بين السوط وظهر المجلود قال لا قلت أفثم شئ غير هذا يقال هو الجلد قال لا قلت فإنما تقول أن لا شئ أكثر من لا شئ بعشرين فانقطع.. وقال أبو الهذيل قلت لمجوسي ما تقول في النار قال بنت الله قلت فالبقر قال ملائكة الله قص أجنحتها وحطها إلى الأرض يحرث عليها فقلت فالماء قال نور الله قلت فما الجوع والعطش قال فقر الشيطان وفاقته قلت فمن يحمل الأرض قال بهمن الملك قلت فما في الدنيا شر من المجوس أخذوا ملائكة الله فذبحوها ثم غسلوها بنور الله ثم شووها ببنت الله ثم دفعوها إلى فقر الشيطان وفاقته ثم سلحوها على رأس بهمن أعز ملائكة الله فانقطع المجوسي وخجل مما لزمه.. ودخل أبو الهذيل يوما على الحسن بن سهل بفم الصلح وعنده فتى قد رفع مجلسه فقال أبو الهذيل من هذا الفتى الذي قد رفعه الأمير لنوفيه بمعرفته حقه قال رجل من أهل النجوم قال من أهل صناعة الحساب أم الأحكام قال الأحكام قال ذلك عمل يبطل أفنسأله قال سل فأخذ أبو الهذيل تفاحة من بين يديه وقال آكل هذه التفاحة أم لا قال تأكلها فوضعها أبو الهذيل وقال لست آكلها قال فتعيدها إلى يدك وأعيد النظر فوضعها وأخذ غيرها فقال له الحسن لم أخذت غيرها قال لئلا تقول لي لا تأكلها فآكلها خلافا عليه فيقول قد أصبت في المسألة الأولى (1).. وقال النعمان المناني يوما لأبي الهذيل دل على
(١٢٦)