ومن طريق عمر بن ميمون عن ابن عباس قال: " أول من أسلم من الناس بعد خديجة بنت خويلد علي بن أبي طالب ".
وأما قول حسان فإنه ليس بحجة من قبل أن حسانا كان شاعرا وقصد الدولة والسلطان وقد كان منه بعد رسول الله انحراف شديد عن أمير المؤمنين - عليه السلام - وكان عثمانيا وحرض الناس على أمير المؤمنين - عليه السلام - وكان يدعو إلى نصرة معاوية وذلك مشهور عنه في نثره ونظمه، ألا ترى إلى قوله:
يا ليت شعري وليت الطير * تخبرني ما كان بين علي وابن عفانا ضحوا بأشمط عنوان السجود به * يقطع الليل تسبيحا وقرآنا ليسمعن وشيكا في ديارهم * الله أكبر يا ثارات عثمانا فإن جعلت الناصبة شعر حسان حجة في تقديم إيمان أبي بكر فلتجعله حجة في قتل أمير المؤمنين - عليه السلام - عثمان والقطع على أنه أحفى الناس بقتله وأن ثاراته يجب أن تطلب منه.
فإن قالوا: إن حسانا غلط في ذلك.
قلنا لهم: وكذلك غلط في قوله في أبى بكر وإن قالوا: لا يجوز غلطه في باب أبي بكر لأنه شهد به بمحضر من الصحابة فلم يردوا عليه.
قيل لهم: ليس عدم إظهارهم الرد عليه دليلا على رضاهم به لأن الجمهور كانوا شيعة أبي بكر وكان المخالفون له في تقية من الجهر بالنكير عليه في ذلك مخافة الفرقة والفتنة.
مع أن قول حسان بن ثابت محتمل لأن يكون أبو بكر من المتقدمين في