* الشرح:
قوله (وتكون دليله وقميصه الذي يلبسه) أي يكون دليله إلى منافعه الدنيوية والأخروية التي أعظمها العلم بأمور الدين ومكارم الأخلاق ومحاسن الآداب وتكون قميصه أي بطانته وصاحب سره وأهل معاشرته وخاصته ويمكن أن يعتبر تشبيهه بالقميص في دفع المكاره عنه كما أن القميص يدفع الحر والبرد. وضمير تسعى في قوله «وتسعى في حوايجه بالليل والنهار» راجع إلى الجارية فلا يلزم زيادة الحق على السبعة بواحد.
15 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن أبي المغرا عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يخونه ويحق على المسلمين الاجتهاد في التواصل والتعاون على التعاطف والمواساة لأهل الحاجة وتعاطف بعضهم على بعض حتى تكونوا كما أمركم الله عز وجل: «رحماء بينكم» متراحمين مغتمين لما غاب عنكم من أمرهم على ما مضى عليه معشر الأنصار على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله).
* الشرح:
قوله (والتعاقد على التعاطف) التعاقد التعاهد. والتعاطف «باهمديگر مهربانى كردن» وفي بعض النسخ «التعاون» بدل التعاقد وهو الموافق لما في الباب الآتي من رواية أبي المغرا عن أبي عبد الله (عليه السلام).
(والمواساة لأهل الحاجة) بتسويته بإعطاء النصف وقد يراد بها التشريك مطلقا في النصف أو أقل أو أكثر.
(وتعاطف بعضهم على بعض حتى تكونوا كما أمركم الله عز وجل رحماء بينكم) فيه التفات من الغيبة إلى الخطاب وايماء إلى أن الآية أمر في المعنى بتلك الخصال لكونها في مقام المدح المستلزم للأمر بها وإلى أن الأمر بها غير مختص بالصحابة وإن نزلت الآية في شأنهم بل يجري في الأمة إلى يوم القيامة، والظاهر أن «متراحمين» خبر ثان ل «تكونوا».
(ومغتمين...) خبر ثالث مع احتمال نصبها على الحال، والظاهر أن ضمير من أمرهم راجع إلى المسلمين وأن المراد بذلك الأمر الغايب أي الفايت هو التعاطف والمساواة والتراحم وغيرهما من حقوقهم، وقد كانت رعاية ذلك وصف الأنصار فإنهم كانوا لا يرى منهم مؤمن إلا سلمه وصافحه وعانقه وراعى حقوقه، وأن الاغتمام بفواتها توبة وندامة توجب التدارك والتلافي في مستقبل الأوقات، وذكر التعاطف لا يخلو من شائبة التكرار إلا أن يراد به هنا إيقاعه، وفي الأول العزم به، والتأكيد المشعر بالاهتمام به محتمل. والله أعلم.