شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٩ - الصفحة ٤٤
الله يعينه، ويصنع له، ولا يقول عليه إلا الحق، ولا يخاف غيره.
* الشرح:
قوله (وإذا احتجت فسله) أي فسله عن حاله وعن ذات يده وعما أكله هو وعياله البارحة، إلى غير ذلك من ضرورياته فإن احتاج إلى شيء فبادر إلى قضائه.
(لا تمله خيرا ولا يمله لك) الظاهر أنه من أمليته بمعنى تركته وأخرته والإملاء: فرو گذاشتن ومهلت دادن ودراز كشيدن مدت، ولامه ياء، وأما الإملال بمعنى «ملول كردن» فبعيد والله أعلم (كن له ظهرا) أي معينا ناصرا في جميع الأمور فإنه لك ظهر وبذلك يتم نظام أموركم في الدنيا والآخرة.
(إذا غاب) بالسفر أو الأعم (فاحفظه في غيبته) في نفسه بالذكر الجميل والدعاء وترك الغيبة وزجر الغير عنها، وفي ماله وأهله برعايتهم وقضاء حاجتهم وتكفل أمورهم.
(فإن كان عليك عاتبا فلا تفارقه حتى تسأل سميحته) أي جوده بالعفو عن التقصير ومساهلته بالتجاوز لئلا يستقر في قلبه فيوجب التنافر والتباغض، وفي بعض النسخ «سخيمته» بالخاء المعجمة قبل الياء أي حتى تسأل عن سبب سخيمته وهي الحقد والبغض، فإذا ظهر لك فتداركه حتى تزول السخيمة عنه فيخلص لك المودة، فإن استمر فأعذر إليه حتى يقبل منك (وإن تمحل له فاعنه) أي وإن احتال لدفع البلاء عن نفسه بحيلة نافعة فأعنه في إمضائه (وإذا قال أنت عدوي كفر أحدهما) لأن المؤمن عدو للكافر دون المؤمن، فالمخاطب إن كان مؤمنا فالقائل كافر، وإن كان كافرا فالقائل مؤمن، وأيضا هذا القول إما صادق أو كاذب وعلى التقديرين يلزم كفر أحدهما، فليتأمل.
(فإذا اتهمه انماث الايمان في قلبه) اتهمه من باب الإفعال أو الافتعال أي من أدخل التهمة على المؤمن ذاب الايمان في قلبه، والتهمة «دروغ بستن بر كسى» ثم بالغ في مواخاة المؤمن وحبه ورعاية حقوقه ورغب فيها بقوله:
(إن المؤمن ليزهر نوره لأهل السماء) أي ليزهر إيمانه أو أعماله الصالحة وأخلاقه الفاضلة أو نفسه الناطقة الكاملة أو نور إلهي يغشاه بسبب صفاء ذاته وحسن صفاته.
(وقال: إن المؤمن ولى الله يعينه ويصنع له) الولي فعيل بمعنى فاعل أي المؤمن محب الله وناصره وقائم بأمره، وفي المصباح الولي فعيل بمعنى مفعول في حق المطيع فيقال المؤمن ولي الله، والمراد بإعانته لله تعالى إعانة دينه ونصرة أوليائه والحماية لهم والذب عنهم، وبصنعه له العمل بأوامره ونواهيه وآدابه والتسليم والرضا بحكمه قاصدا بذلك وجهه تعالى.
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الاستغناء عن الناس 3
2 باب صلة الرحم 6
3 باب البر بالوالدين 19
4 باب الاهتمام بأمور المسلمين والنصيحة لهم ونفعهم 29
5 باب اجلال الكبير 31
6 باب إخوة المؤمنين بعضهم لبعض 33
7 باب فيما يوجب الحق لمن انتحل الايمان وينقضه 38
8 باب في ان التواخي لم يقع على الدين وانما هو التعارف 39
9 باب حق المؤمن على أخيه وأداء حقه 40
10 باب التراحم والتعاطف 51
11 باب زيارة الاخوان 52
12 باب المصافحة 57
13 باب المعانقة 63
14 باب التقبيل 65
15 باب تذاكر الاخوان 67
16 باب ادخال السرور على المؤمنين 71
17 باب قضاء حاجة المؤمن 77
18 باب السعي في حاجة المؤمن 82
19 باب تفريج كرب المؤمن 87
20 باب اطعام المؤمن 89
21 باب من كسا مؤمنا 95
22 باب في إلطاف المؤمن وإكرامه 97
23 باب في خدمته 101
24 باب نصيحة المؤمن 101
25 باب الإصلاح بين الناس 103
26 باب في أحياء المؤمن 105
27 باب في الدعاء للأهل إلى الايمان 107
28 باب في ترك دعاء الناس 108
29 باب أن الله إنما يعطي الدين من يحبه 114
30 باب سلامة الدين 115
31 باب التقية 118
32 باب الكتمان 127
33 باب المؤمن وعلاماته وصفاته 137
34 باب في قلة المؤمن 184
35 باب الرضا بموهبة الايمان والصبر على كل شيء بعده 189
36 باب في سكون المؤمن إلى المؤمن 196
37 باب فيما يدفع الله بالمؤمن 197
38 باب في ان المؤمن صنفان 198
39 باب ما اخذه الله على المؤمن من الصبر على ما يلحقه فيما ابتلي به 201
40 باب شدة ابتلاء المؤمن 206
41 باب فضل فقراء المسلمين 221
42 باب 231
43 باب ان للقلب اذنين ينفث فيهما الملك والشيطان 233
44 باب الروح الذي أيد به المؤمن 239
45 باب الذنوب 241
46 باب استصغار الذنب 279
47 باب الإصرار على الذنب 281
48 باب في أصول الكفر وأركانه 283
49 باب الرياء 291
50 باب طلب الرئاسة 300
51 باب اختتال الدنيا بالدين 304
52 باب من وصف عدلا وعمل بغيره 305
53 باب المراء والخصومة ومعاداة الرجال 306
54 باب الغضب 310
55 باب الحسد 316
56 باب العصبية 321
57 باب الكبر 323
58 باب العجب 332
59 باب حب الدنيا والحرص عليها 337
60 باب الطمع 352
61 باب الخرق 353
62 باب سوء الخلق 354
63 باب السفه 356
64 باب البذاء 358
65 باب من يتقى شره 365
66 باب البغي 367
67 باب الفخر والكبر 369
68 باب القسوة 375
69 باب الظلم 379
70 باب اتباع الهوى 388
71 باب المكر والغدر والخديعة 393
72 باب الكذب 397
73 باب ذي اللسانين 409
74 باب الهجرة 411
75 باب قطعية الرحم 414
76 باب العقوق 418
77 باب الانتفاء 421
78 باب من آذى المسلمين واحتقرهم 421
79 فهرس الآيات 430