شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٩ - الصفحة ٢٥٣
متقاربة من مواضع سكناهم باليمن إلى الشام ينظر بعضهم إلى بعض لغاية القرب وكمال الاتصال وأنهار جارية فيها وفيما بينهما وأموال ظاهرة لأبناء السبيل والمسافرين في كل ما يحتاجون إليه بلا تعب في تحصيله وحمله وكانوا يسيرون فيها ليالي وأياما آمنين من غير خوف، وأمروا بأن يأكلوا رزق ربهم ويشكروا له بإزاء تلك النعمة الجليلة فأعرضوا عن الشكر وكفروا أنعم الله عز وجل وغيروا ما بأنفسهم من العافية والخير وقالوا: ربنا باعد بين أسفارنا، طالبين أن يجعل بينهم وبين الشام مفاوز وبراري ليتطاولوا فيها على الفقراء بركوب الرواحل وتزود الزاد، فغير الله ما بهم من نعمة فأرسل عليهم سيل العرم ففرق قراهم وخرب ديارهم وأذهب بأموالهم الصامت والناطق وأبدلهم جناتهم التي كانت عن يمين بلدهم وشماله وعن يمين مسكن كل رجل وشماله (جنتين ذواتي أكل خمط) وهو ثمرة بشع أو نوع من شجر أراك به حمل يؤكل، وذواتي أثل وهو نوع من الشجر شبيه بالطرفا لا ثمر له (وشئ من سدر قليل) وثمره وهو النبق يطيب أكله ولذا وصفه بالقلة، وتسمية البدل جنتين من باب المشاكلة أو التهكم، ثم قال جل شأنه: (ذلك) أي الذي فعلناه بهم وقضينا عليهم (بما كفروا) أي بسبب كفرانهم بتلك النعم الجليلة (وهل نجازي) بذلك الجزاء أو بمثل ما فعلنا بهم (إلا الكفور) أي المبالغ في الكفر، والاستفهام للتقرير.
والمفسرون نقلوا في العرم أقوالا الأول أنه السد الذي يحبس الماء وكان له ثلاثة أبواب بعضها فوق بعض فيسقون من الباب الأعلى ثم من الثاني ثم من الثالث بقدر الاحتياج. وأضاف السيل إلى العرم لأنه بخرابه جاء السيل. الثاني أنه اسم الوادي وأضاف السيل إليه لأنه جاء من قبله. الثالث أن العرم صفة السيل من العرام وهو الشدة أي سيلان لا يمنع منه. الرابع أنه الخلد وهو الجرذ الأعمى فنقب السكر من أسفله فسال منه فخرب جناتهم، والإضافة لأدنى ملابسة.
24 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن سماعة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ما أنعم الله على عبد نعمة فسلبها إياه حتى يذنب ذنبا يستحق بذلك السلب.
25 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، وعلي بن إبراهيم، عن أبيه، جميعا عن ابن محبوب، عن الهيثم بن واقد الجزري قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن الله عز وجل بعث نبيا من أنبيائه إلى قومه وأوحى إليه أن قل لقومك: إنه ليس من أهل قرية ولا [أ] ناس كانوا على طاعتي فأصابهم فيها سراء فتحولوا عما احب إلى ما أكره إلا تحولت لهم عما يحبون إلى ما يكرهون، وليس من أهل قرية ولا أهل بيت كانوا على معصيتي فأصابهم فيها ضراء فتحولوا عما أكره إلى ما احب إلا تحولت لهم عما يكرهون إلى ما يحبون، وقل لهم: إن رحمتي سبقت غضبي فلا تقنطوا من رحمتي فإنه لا يتعاظم عندي ذنب أغفره وقل لهم: لا يتعرضوا معاندين لسخطي ولا
(٢٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الاستغناء عن الناس 3
2 باب صلة الرحم 6
3 باب البر بالوالدين 19
4 باب الاهتمام بأمور المسلمين والنصيحة لهم ونفعهم 29
5 باب اجلال الكبير 31
6 باب إخوة المؤمنين بعضهم لبعض 33
7 باب فيما يوجب الحق لمن انتحل الايمان وينقضه 38
8 باب في ان التواخي لم يقع على الدين وانما هو التعارف 39
9 باب حق المؤمن على أخيه وأداء حقه 40
10 باب التراحم والتعاطف 51
11 باب زيارة الاخوان 52
12 باب المصافحة 57
13 باب المعانقة 63
14 باب التقبيل 65
15 باب تذاكر الاخوان 67
16 باب ادخال السرور على المؤمنين 71
17 باب قضاء حاجة المؤمن 77
18 باب السعي في حاجة المؤمن 82
19 باب تفريج كرب المؤمن 87
20 باب اطعام المؤمن 89
21 باب من كسا مؤمنا 95
22 باب في إلطاف المؤمن وإكرامه 97
23 باب في خدمته 101
24 باب نصيحة المؤمن 101
25 باب الإصلاح بين الناس 103
26 باب في أحياء المؤمن 105
27 باب في الدعاء للأهل إلى الايمان 107
28 باب في ترك دعاء الناس 108
29 باب أن الله إنما يعطي الدين من يحبه 114
30 باب سلامة الدين 115
31 باب التقية 118
32 باب الكتمان 127
33 باب المؤمن وعلاماته وصفاته 137
34 باب في قلة المؤمن 184
35 باب الرضا بموهبة الايمان والصبر على كل شيء بعده 189
36 باب في سكون المؤمن إلى المؤمن 196
37 باب فيما يدفع الله بالمؤمن 197
38 باب في ان المؤمن صنفان 198
39 باب ما اخذه الله على المؤمن من الصبر على ما يلحقه فيما ابتلي به 201
40 باب شدة ابتلاء المؤمن 206
41 باب فضل فقراء المسلمين 221
42 باب 231
43 باب ان للقلب اذنين ينفث فيهما الملك والشيطان 233
44 باب الروح الذي أيد به المؤمن 239
45 باب الذنوب 241
46 باب استصغار الذنب 279
47 باب الإصرار على الذنب 281
48 باب في أصول الكفر وأركانه 283
49 باب الرياء 291
50 باب طلب الرئاسة 300
51 باب اختتال الدنيا بالدين 304
52 باب من وصف عدلا وعمل بغيره 305
53 باب المراء والخصومة ومعاداة الرجال 306
54 باب الغضب 310
55 باب الحسد 316
56 باب العصبية 321
57 باب الكبر 323
58 باب العجب 332
59 باب حب الدنيا والحرص عليها 337
60 باب الطمع 352
61 باب الخرق 353
62 باب سوء الخلق 354
63 باب السفه 356
64 باب البذاء 358
65 باب من يتقى شره 365
66 باب البغي 367
67 باب الفخر والكبر 369
68 باب القسوة 375
69 باب الظلم 379
70 باب اتباع الهوى 388
71 باب المكر والغدر والخديعة 393
72 باب الكذب 397
73 باب ذي اللسانين 409
74 باب الهجرة 411
75 باب قطعية الرحم 414
76 باب العقوق 418
77 باب الانتفاء 421
78 باب من آذى المسلمين واحتقرهم 421
79 فهرس الآيات 430