شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٩ - الصفحة ٢٣
بأن المقصود هو الإشارة إليها بالنقل بالمعنى أو بأن ذلك من تغيير الراوي وتصرفه، ودفع الأول بأن قوله (وبالوالدين إحسانا) متعلق ب‍ «قال وأنا عنده»، لا بقول الله. فيكون كلامه (عليه السلام). ودفع الأخير بأنه يمكن أن يكون لفظ حسنا في أصل النزول (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما) (فقال: إن ذلك أعظم أن يأمر بصلتهما وحقهما على كل حال) الظاهر أن ضمير قال راجع إلى أبي عبد الله (عليه السلام) وذلك إشارة إلى قوله تعالى: (وإن جاهداك) وأعظم: فعل ماض، تقول: أعظمته وعظمته بالتشديد، إذا جعلته عظيما، وأن يأمر مفعوله بتأويل المصدر، والمراد بالأمر بالصلة هو الأمر السابق على هذا القول اللاحق له أعني قوله: (اشكر لي ولوالديك) وقوله:
(وصاحبهما) واتبع فأفاد (عليه السلام) بعد قراءة قوله تعالى: (وإن جاهداك) أن هذا القول أعظم الأمر بصلة الوالدين وحقهما على كل حال حيث يفيد أنه تجب صلتهما وطاعتهما مع الزجر والمنع منها فكيف بدونه.
(وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم) فلا تطعهما (فقال: لا بل يأمر بصلتهما وإن جاهداه على الشرك ما زاد حقهما إلا عظما) ثم قرأ هذا القول وهو قوله تعالى: (وإن جاهداك) وأفاد بقوله «لا» أنه ليس المراد منه ظاهره وهو مجاهدة الوالدين على الشرك ونهى الولد عن إطاعتهما عليه بل يأمر الولد بصلة الوالدين وإن منعه المانعان عنها وما زاد هذا القول حقهما إلا عظما وفخامة وهذا الحديث بعد مبهم، وهم (عليهم السلام) قد يتكلمون بكلام مبهم للتقية أو لغرض آخر، وتوضيحه: أن صدر الآية في الحث على صلة الأبوين حقيقة، وآخرها وهو قوله تعالى:
(أن اشكر لي ولوالديك...) في الحث على صلة الوالدين مجازا، وهو العالم الرباني المعلم للعلم والحكمة، وضمير التثنية في جاهداك ولا تطعهما راجع إلى أبي بكر وعمر، والمراد بالشرك بالرب ترك أمره بمتابعة ذلك العالم الرباني، يدل على ذلك ما رواه المصنف في باب نكت التنزيل، عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن بسطام بن مرة عن إسحاق بن حسان، عن الهيثم بن واقد عن علي ابن الحسين العبدي، عن سعد الإسكاف عن الأصبغ بن نباتة أنه سأل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن قوله تعالى: (أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير) فقال: الوالدان اللذان أوجب الله تعالى الشكر لهما اللذان ولدا العلم وورثا الحكم وأمر الناس بطاعتهما، ثم قال الله تعالى: (إلي المصير) فمصير العباد إلى الله تعالى، والدليل على ذلك الوالدان، ثم عطف القول على ابن حنتمة وصاحبه .
أقول حنتمة بالحاء المهملة اسم أم عمر بن الخطاب وهي بنت هشام أخت أبي جهل فقال في الخاص والعام: (وإن جاهداك على أن تشرك بي) يقول في الوصية وتعدل عمن أمرت بطاعته
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الاستغناء عن الناس 3
2 باب صلة الرحم 6
3 باب البر بالوالدين 19
4 باب الاهتمام بأمور المسلمين والنصيحة لهم ونفعهم 29
5 باب اجلال الكبير 31
6 باب إخوة المؤمنين بعضهم لبعض 33
7 باب فيما يوجب الحق لمن انتحل الايمان وينقضه 38
8 باب في ان التواخي لم يقع على الدين وانما هو التعارف 39
9 باب حق المؤمن على أخيه وأداء حقه 40
10 باب التراحم والتعاطف 51
11 باب زيارة الاخوان 52
12 باب المصافحة 57
13 باب المعانقة 63
14 باب التقبيل 65
15 باب تذاكر الاخوان 67
16 باب ادخال السرور على المؤمنين 71
17 باب قضاء حاجة المؤمن 77
18 باب السعي في حاجة المؤمن 82
19 باب تفريج كرب المؤمن 87
20 باب اطعام المؤمن 89
21 باب من كسا مؤمنا 95
22 باب في إلطاف المؤمن وإكرامه 97
23 باب في خدمته 101
24 باب نصيحة المؤمن 101
25 باب الإصلاح بين الناس 103
26 باب في أحياء المؤمن 105
27 باب في الدعاء للأهل إلى الايمان 107
28 باب في ترك دعاء الناس 108
29 باب أن الله إنما يعطي الدين من يحبه 114
30 باب سلامة الدين 115
31 باب التقية 118
32 باب الكتمان 127
33 باب المؤمن وعلاماته وصفاته 137
34 باب في قلة المؤمن 184
35 باب الرضا بموهبة الايمان والصبر على كل شيء بعده 189
36 باب في سكون المؤمن إلى المؤمن 196
37 باب فيما يدفع الله بالمؤمن 197
38 باب في ان المؤمن صنفان 198
39 باب ما اخذه الله على المؤمن من الصبر على ما يلحقه فيما ابتلي به 201
40 باب شدة ابتلاء المؤمن 206
41 باب فضل فقراء المسلمين 221
42 باب 231
43 باب ان للقلب اذنين ينفث فيهما الملك والشيطان 233
44 باب الروح الذي أيد به المؤمن 239
45 باب الذنوب 241
46 باب استصغار الذنب 279
47 باب الإصرار على الذنب 281
48 باب في أصول الكفر وأركانه 283
49 باب الرياء 291
50 باب طلب الرئاسة 300
51 باب اختتال الدنيا بالدين 304
52 باب من وصف عدلا وعمل بغيره 305
53 باب المراء والخصومة ومعاداة الرجال 306
54 باب الغضب 310
55 باب الحسد 316
56 باب العصبية 321
57 باب الكبر 323
58 باب العجب 332
59 باب حب الدنيا والحرص عليها 337
60 باب الطمع 352
61 باب الخرق 353
62 باب سوء الخلق 354
63 باب السفه 356
64 باب البذاء 358
65 باب من يتقى شره 365
66 باب البغي 367
67 باب الفخر والكبر 369
68 باب القسوة 375
69 باب الظلم 379
70 باب اتباع الهوى 388
71 باب المكر والغدر والخديعة 393
72 باب الكذب 397
73 باب ذي اللسانين 409
74 باب الهجرة 411
75 باب قطعية الرحم 414
76 باب العقوق 418
77 باب الانتفاء 421
78 باب من آذى المسلمين واحتقرهم 421
79 فهرس الآيات 430