ذكر البلاذري في الأنساب، عن السائب بن يزيد: كان رسول الله إذا خرج للصلاة أذن المؤذن، ثم يقيم، وكذلك الأمر على عهد أبي بكر وعمر وفي صدر من أيام عثمان، ثم إن عثمان نادى النداء الثالث في السنة السابعة، فعاب الناس ذلك، وقالوا: بدعة (1).
وقد لا حظنا اعتراضات الصحابة عليه لأنه قد أتى بأمور لم تكن على عهد الرسول الأكرم (ص) والشيخين.
فقد روى ابن أبي شيبة من طريق ابن عمر، أنه قال: الأذان الأول يوم الجمعة بدعة (2).
وروى الزهري قوله: إن أول من أحدث الأذان الأول عثمان، يؤذن لأهل السوق (3).
وفي لفظ: فأحدث عثمان التأذينة الثالثة على الزوراء ليجمع الناس (4).
وذكر اليعقوبي في تاريخه، قال: صعد عثمان المنبر وجلس في الموضع الذي كان يجلس فيه رسول الله (ص) ولم يجلس أبو بكر ولا عمر فيه، جلس أبو بكر دونه بمرقاة، وجلس عمر دون أبي بكر بمرقاة، فتكلم الناس في ذلك، فقال بعضهم: اليوم ولد الشر، وكان عثمان رجلا حييا فأرتج عليه، فقام مليا لا يتكلم، ثم قال، إن أبا بكر وعمر كانا يعدان لهذا المقام مقالا، وأنتم إلى إمام عادل أحو ج منكم إلى إمام يشقق الخطب، وإن تعيشوا فسيأتيكم الخطبة ثم نزل (5).
يستشم مما سبق ومن اعتراضات الصحابة على الخليفة توجههم إلى أمر شرعي، وأنه قد أحدث أمرا لم يكن متعارفا في عهد رسول الله والشيخين. وهذا