محمد بن عقيل إلى الربيع ليسألها عن وضوء رسول الله، ليأخذ منها؟!
ومن هو عبد الله بن محمد بن عقيل؟ ألم يكن ابن زينب الصغرى - بنت علي بن أبي طالب - وخاله ابن الحنفية و... وهل يصدق أن لا يعرف - مثل هذا - حكم الوضوء؟
فما الغاية من الإرسال والسؤال إذن، إن صحت الرواية؟
من الجلي أن إرسال علي بن الحسين ابن عمه عبد الله بن محمد بن عقيل إلى الربيع وسؤالها عن الوضوء لم يكن استفهاميا تعليميا كما صوره البعض، بل هو استفهام إنكاري منهم على ما تدعيه، ومعناه: كيف بنا - ونحن أهل البيت - لا نعرف ما تروينه عن رسول الله (ص)!
ويتأكد هذا المدعى بقولها له: (وقد أتاني ابن عم لك)، وعدم بيانها لصفة وضوء رسول الله، إذ أن موقف ابن عباس كان اعتراضيا، وكذا الحال بالنسبة إلى موقف عبد الله.
هذا، وإن عدم مجئ علي بن الحسين إليها ينبئ بأنه لا يريد أن يعطي لوضوئها المشروعية بمجيئه إليها، وأن إرسال عبد الله، وهو يومئذ صغير السن، يكفي في التدليل على اعتراضهم على هذا الأمر.
وقد أراد البعض - بنقلهم رواية عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الربيع، بأنه (ص): (مسح رأسه، ومسح ما أقبل منه وما أدبر، وصدغيه وأذنيه مرة واحدة) (1) - إثبات كون عبد الله من القائلين بالمسح الشمولي في الرأس، كما يقول بذلك الإمام مالك!
إن قول الربيع: (وقد أتاني ابن عم لك...) ليشير بكل وضوح إلى معرفتها وتوجهها لمغزى سؤال ابن عقيل وكونه استنكاريا وليس حقيقيا، وهي بذلك أرادت أن تفهمه بأنها ثابتة على رأيها على الرغم من عدم استساغة العلويين لما قالته، هذا أولا.
وثانيا: في سنده هذه الرواية، رجال أمويون غير معتمدين في السند كمحمد