الجزع والقلق، وحر المصيبة مثل ما نالك (1)... - الخبر -.
وبهذا يفهم أن الاختلاف بين عبد الله بن الحسن، وجعفر بن محمد، لم يكن مذهبيا، بل إنه ناشئ عن سوء فهم بني الحسن والزيدية مواقف الصادق، إذ أن في كلمة الصادق: (إلى الخلف الصالح) إشارة إلى كونه لم يحد عن الجادة، وكذا الأمر بالنسبة إلى الإمام زيد بن علي بن الحسين، فقد جاء في تاريخ الشام، عن عمرو بن القاسم: إن جعفر بن محمد ذكر عمه زيدا فترحم عليه وقال: (كان والله سيدا، والله ما ترك فينا لدنيانا ولآخرتنا مثله).
وجاء في (الخطط المقريزية)، عن جعفر بن محمد، أنه قال لجماعة تبرأوا من بيعة زيد بن علي: (برئ الله ممن تبرأ من عمي زيد).
وذكر ابن حجر في ترجمة حكيم بن عياش، في الإصابة:
جاء رجل إلى جعفر بن محمد الصادق، فقال له: سمعت حكيم بن عياش ينشد هجاءكم بالكوفة.
فقال: (هل علقت منه بشئ؟) فقال: سمعته يقول:
صلبنا لكم زيدا على جذع نخلة ولم نر مهديا على الجذع يصلب وقستم بعثمان عليا سفاهة وعثمان خير من علي وأطيب فرفع يديه وهما ترعشان، وقال: (اللهم إن كان عبدك كاذبا فسلط عليه كلبك).. فبعثه بنو أمية إلى الكوفة، فبينا هو يدور في سككها، إذ افترسه الأسد، واتصل خبره بجعفر، فخر ساجدا ثم قال: (الحمد لله الذي أنجزنا وعده) (2).
وقد روي عنه أنه قال: (لعن الله قاتله وخاذله، وإلى الله أشكو ما نزل بأهل بيت نبيه بعد موته، ونستعين بالله على عدونا وهو المستعان).
وجاء في عيون الأخبار: لما خرج زيد بن موسى بن جعفر على المأمون، وظفر المأمون به، عفاه لمكان الرضا منه، فقال للرضا: يا أبا الحسن، لئن خرج