إن جعفر بن محمد قال لعبد الله بن الحسن: (إن هذا الأمر، والله ليس إليك، ولا إلى ابنيك، وإنما هو لهذا - يعني السفاح - ثم هذا - يعني المنصور - ثم لولده من بعده، لا يزال فيهم حتى يؤمروا الصبيان، ويشاوروا النساء)..
فقال عبد الله: والله يا جعفر، ما أطلعك الله على غيبه، وما قلت هذا إلا حسدا لابني!
فقال: (لا والله! ما حسدت ابنك، وإن هذا - يعني أبا جعفر المنصور - يقتله على أحجار الزيت، ثم يقتل أخاه بعده بالطفوف، وقوائم فرسه في الماء).
ثم قام مغضبا يجر رداءه.. فتبعه أبو جعفر المنصور، فقال: أتدري ما قلت يا أبا عبد الله؟!
قال: (إي والله أدريه، وإنه لكائن) (1).
ثم قال الراوي: فلما ولي أبو جعفر الخلافة، سمى جعفرا الصادق، وكان إذا ذكره قال: قال لي الصادق جعفر بن محمد كذا وكذا، فبقيت عليه (2).
وقد روى السيد رضي الدين علي بن طاووس بسنده إلى الصادق: إنه كتب إلى عبد الله بن الحسن، حين حمل هو وأهل بيته، يعزيه عما صار إليه:
بسم الله الرحمن الرحيم إلى الخلف الصالح والذرية الطيبة من ولد أخيه وابن عمه.
أما بعد: فلأن كنت تفردت أنت وأهل بيتك ممن حمل معك بما أصابكم، ما انفردت بالحزن والغيظ والكآبة، وأليم وجع القلب دوني، فلقد نالني ذلك من