المقدمة تدوين الفقه:
بعث رسول الاسلام صلى الله عليه وآله في بيئة أمية تكاد تفقد وسائل العلم والثقافة، ولم يكن فيها علوم تستحق الذكر إلا ما كان محفوظا في الصدور من الأشعار والأيام الشهيرة وبعض العلوم الغريبة كالسحر والكهانة وما إلى ذلك.
ولكن كانت رسالة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ودينه مبدأ مشجعا وحاثا للعلم والثقافة والمعرفة، وهذه الآيات الأولى الموحاة إلى النبي العظيم تذكر نقطتين هامتين هما بدء الحليقة ونعمة العلم: (اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الانسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الانسان ما لم يعلم).
وكان رسول الانسانية يهتم اهتماما بالغا بتثقيف الناس ثقافة راقية يضمن لهم رفاه الدنيا وسعادة الآخرة.
ويتضح شدة اهتمام النبي الأكرم بتعليم أمته مما هو مأثور عن المؤرخين والمحدثين من أن النبي كان يفدي بعض أسرى المشركين بتعليم بعض أصحابه الكتابة والقراءة.