بسم الله الرحمن الرحيم في دراساتي الفقهية كثيرا ما كنت أحتاج إلى المطالعة في كتب القدماء المطولة منها والمختصرة لكي أستخرج منها الآراء والنظريات الفقهية وكيفية استدلالهم عليها، وكان من نصيبي في أكثر الأوقات الإخفاق في مهمتي وعدم الوصول إلى بغيتي، ذلك لأن المصادر القديمة شحيحة والتراث الفقهي لا زال مخطوطا لم يطبع منه إلا أقل من القيل، والمطبوع منه نادر قليل الوجود أو ردئ الطبع ملئ بالتحريفات والسقطات والأغلاط الشائنة.
وقد تحدثت في مناسبة من المناسبات إلى أحد مراجع الدين - حفظهم الله وأبقاهم - لأعلم كيف يعالج هذه المشكلة في بحوثه ودراساته فوجدته أكثر شكاية مني وهو يفكر في المخرج من هذا المأزق الذي لم يجد له حلا بعد.
من هنا اختمرت في ذهني إخراج سلسلة تحت عنوان (المكتبة الفقهية) تضم النتاج الفقهي لكبار علمائنا الأقدمين - رضوان الله تعالى عليهم أجمعين - ليكون ما يطبع فيها جيد الطبع أنيق المنظر يسهل تناوله ولا يتعب قارئه.
وحسبت في بدء الأمر أن هذا عمل يسير لا يحتاج إلى كثير عناء وجهد، ولكن حينما عزمت على العمل وجدت العوائق والمثبطات غير قليلة والعبء ثقيل والطريق طويل شاق والحاجة إلى مساهم يشاركني في الأعمال ماسة.