مصباح الأنس بين المعقول والمشهود - محمد بن حمزة الفناري - الصفحة ٥٣١
الوجود العيني الا وجود المتحرك، فالزمان أمر متوهم لا حقيقة له، وبهذا اليوم (1) يقدر سائر الأيام (2) من الف سنة وخمسين الف سنة وفي أيام الدجال يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كأسبوع، فقد يكون هذا لشدة الهول لكن رفع الاشكال تمام الحديث في قول عائشة:
فكيف يفعل في الصلاة في ذلك اليوم؟ فقال صلى الله عليه وآله: يقدر لها، فلو لا ان الامر في حركات الأفلاك (3) على ما هو عليه باق ما صح ان يقدر بالساعات المعلومة (4) بآلاتها، بل يكون في أول خروج الدجال يكثر الغيوم وتتوالى بحيث يستوى في المرائي وجود الليل والنهار، وهو من الحوادث الغريبة في آخر الزمان، فالأيام كثيرة، أصغرها الزمن الفرد (5) وعليه يخرج كل يوم هو في شأن (29 - الرحمن) لان الشأن يحدث فيه ولا حد لأكبرها، وبينهما أيام متوسطة أولها اليوم المعلوم باقسامه والباقي يتقدر به، هذا كلامه.
898 - 4 ثم نقول: ومن هذا الذوق وهو ان عدد الأدوار بعدد رقائق الأسماء، يعرف ان اختلاف الأيام وتفاوتها كاليوم الذي نعده وهو الدورة الواحدة العرشية والأيام الإلهية التي هي كالف سنة مما نعده كما قال: وان يوما عند ربك كالف سنة مما تعدون (47 - الحج) ومن خمسين الف سنة وهى أيام ذي المعارج المذكورة في سورة المعارج (6)، انما هو من اختلاف حيطة حكم الاسم أو المرتبة التي ينضاف إليه اليوم أو الحركة المعينة لذلك اليوم، فكل اسم من الأسماء الإلهية يستند إلى حكمه أو حكم مرتبته كوكب وفلك له دور مخصوص، فمدة الدورة الواحدة يوم واحد لذلك الاسم مثلا ثمانية وعشرون يوما مما نعده يوم واحد للاسم الذي يستند إليه روحانية القمر وعلى هذا القياس.
899 - 4 ولايضاح هذا الموضع بتمامه نقلنا ما قال الشيخ الكبير رضي الله عنه في الفتوحات

(1) - الأصغر المعتاد - ش (2) - الكبار - ش (3) - أي حركات الأفلاك لم يختل نظامها - ش (4) - التي يعمل صورتها لأهل ذلك العالم فيتعلمون بها الأوقات في أيام الغيم - ش (5) - فسمى الزمن الفرد يوما فهو أصغر الأيام والأزمان - ش (6) - قال الله تعالى في سورة المعارج: تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين الف سنة (4 - المعارج)
(٥٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 526 527 528 529 530 531 532 533 534 535 536 ... » »»
الفهرست