يقطع المسافة الطويلة في زمان قصير ظاهرا بخاصية الروح والسر واستتباعهما للجسد.
839 - 4 الثالث: إحاطته لذلك بقوى سائر الكواكب وحركاتها وخواصها وايصاله الجميع المجتمع في روحانيته المسمى عندنا بإسماعيل وعند الفلاسفة بالعقل الفعال إلى ما تحته بالصورة من عالم العناصر والمولدات.
840 - 4 قال الشيخ قدس سره في الفلك المحمدي: واما سر انشقاق القمر وظهوره بصورة تصرفه عليه وآله السلام فيه فهو ان فلك القمر وإن كان أصغر الأفلاك من حيث الجرم فإنه أجمعها من حيث الحكم، لان فيه يجتمع قوى سائر السماوات وتوجهات الملائكة، ثم يتوزع منه على هذا العالم وأهله، لذا كانت سماء الخلافة، فظهر منه سر جمعية نبينا محمد صلى الله عليه وآله وختميته، لأنه لما كان اخر الرسل وأجمعهم تصرف في آخر الأفلاك وأجمعها للقوى. تم كلامه. وهذا نظير ما للكامل ان يتحقق بالأسماء الإلهية ويظهر منه آثار الجميع سوى ما هو من خصائص الحق جل جلاله.
841 - 4 الرابع: انه لما علم أن نوره مستفاد من الشمس بالوجه المذكور، تحقق ان نوره من حيث إنه نور عين الشمس لا يتغير ولا يغايرها - بمعنى صدقها عليه - لصدق الحقيقة الجامعة على افرادها من كل وجه، وان لم يصدق الفرد عليها الا من بعض الوجوه، فالقمر خليفة الشمس في ظلمة الليل، كما أن الشمس ونوره خليفة الحق في الليل الكوني والظلمة الامكانية من جهة ما مر ان الشمس مظهر الألوهية من حيث امدادها بالاسم المحيى لمظاهر الأسماء التي هي الكواكب أو جميع الموجودات المحسوسة، وهذا نظير ان الكامل خليفة الحق في تنوير العالمين بنور الهداية إلى مصالح الدارين في ليل الجهل وظلمة الغواية.
842 - 4 الخامس: ان كلا من الشمس والقمر خليفة الاخر في وقت ما من جهته الخاصة كما قال تعالى: وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة (62 - الفرقان) فهو نظير ما ورد في الشرع من استخلاف الخليفة الكامل مستخلفه - أي الحق سبحانه - اما كناية عنه بعبارة الوكالة كما قال تعالى: وكفى بالله وكيلا (81 - النساء) وقوله: وأصلح لي شأني كله، واما