موجود متعين عقل نفسه ومن تميز عنه وما تميز به عن غيره، بخلاف من تقدمه بالمرتبة - وهم المهيمون -.
357 - 4 اما قلما: فمن حيث الوجه الذي يلي الكون فيؤثر ويمد، ومن حيث إنه حامل للكثرة الغيبية الاجمالية المودعة في ذاتها ليفصلها فيما يظهر منه بتوسط مرتبة وبدونها، فكان مشتملا على خاصيتي الجمع والأحدية، وظهر به سر التربيع من حيث التثنية الظاهرة في وجوده المنبهة على التثنية المعقولة في التوجه المنبه عليه المنتج له، لكن لما كان الواحد من هذه الأربعة هو السر الذاتي الجمعي وهو ساري الحكم في كل شئ، فلا يتعين له نسبة ولا رتبة مخصوصة، كأن الامر في التحقيق مثلثا، وذلك سر الفردية الأولى المشار إليه في الأسماء الأصلية والأركان الأربعة. تم كلامه.
358 - 4 وأقول - والله أعلم -: كأنه أراد بالتثنية الظاهرة في وجوده الظاهر والمظهر أو الحق حقيقة والخلق نسبة، أو الوجود الحق من حيث ما هو غير متعين في نفسه ومن حيث ما هو متعين بنسبه، وبالتثنية المعقولة في التوجه الفاعل والقابل أو طلبهما، أو الوحدة الحقيقية والكثرة النسبية من حيث أحدية وجه الغيب وواحدية وجه الشهادة، أو اجمال التعين الأول وتفصيل التعين الثاني.
عباراتنا شتى وحسنك واحد * * وكل إلى ذاك الجمال يشير 359 - 4 ثم نقول: فلما ظهر القلم الاعلى على النحو المنبه عليه بالتوجه الإلهي المشار إليه - أعني لإيجاد عالم التدوين والتسطير - تبعه في الظهور وانبعث انبعاثا منضافا إلى التوجه السابق صورة عين الحقيقة اللوحية النفسية المسماة باللوح المحفوظ والنفس الكلية، وذلك مع سريان احكام الأسماء والمراتب المذكورة المستندة إلى الغيب الجمعي الوجودي الإلهي المجهول من حيث اطلاق غيبه وإحاطة اثاره والمعلوم من حيث مظاهره ومن حيث إلوهيته ووحدته، فإنه ينبوع الآثار كلها - كما مر كل ذلك -.
360 - 4 وقال في التفسير: ثم تعينت نسبة أخرى من حيث التعين لا من حيث الحق