341 - 4 وقد تقدم منها تلويح في بحث الشهودات الثلاثة الإلهية فقد قلنا فيها: ان تعلق العلم بالشئ في الحضرة العلمية المجردة من حيث صلاحيته لقبول التعين الوجودي والتوجه الإلهي وتوقفه على سبب أو أسباب هو شهود الحق ذلك في مرتبة امكانه، ومعقولية مطلق هذا التعلق المذكور على النحو المنبه عليه هو شهود الأشياء على الاطلاق في حضرة الامكان.
الأصل العاشر في بيان أول كون تعين من العماء بوجه المرآتية من الطرفين المرتبة على الحضرتين 342 - 4 لما علم الحق سبحانه من مرتبة الامكان بما حوته ما يقتضى البروز في الرتبة الأولى الايجادية كالقلم الاعلى المسمى بالعقل الأول والعقل الكل والروح الأعظم أبرزه، وكالملائكة المهيمين الذين تجلى لهم الحق في جلال جماله فهاموا فيه وغابوا عن أنفسهم، فلا يعرفونها ولا غير الحق - وقد مر تعرفهم - فهم في رتبة العقل الأول، الا ان نسبته إلى مظهرية الأسماء الذاتية الثبوتية من التعين والتجلي الأول نحو الواحد أقوى، ونسبة المهيمية إلى الأسماء الذاتية السلبية منهما نحو الفرد أولي.
343 - 4 اما القلم الا على فقد مر ان الشيخ قدس سره عرفه في النفحات فقال: حقيقة القلم الاعلى عبارة عن المعنى الجامع لمعاني التعينات الامكانية التي قصد الحق افرازها من بين الممكنات الغير المتناهية ونقشها في ظاهر صفحة النور الوجودي بالحركة الغيبية الإرادية بموجب الحكم العلمي الذاتي. فالألواح والأوراق مثل لصفحة النور الوجودي.
344 - 4 والمدة المدادية المتصلة بالقلم نظير الوجود المتصل بما قصد الحق تعالى افرازه من مطلق الممكنات الغير المتناهية، والكتابة عبارة عن اظهار احكام التعينات المرتسمة في نفس الحق المعبر عنها تارة بالشئون وتارة بالممكنات وتارة بحقائق الموجودات، فالكتب المقروة والصور المشهودة حسا وخيالا وروحا ومثالا ليست غير التعينات الشئونية المعبر