254 - 4 وثانيتها اعتبار امتداد النفس إلى أعيان الحروف بالايجاد حال تعيناتها في م خارجها ورجوعها إلى الباطن في مراجع معارجها، وبه تحقق وجود عين الألف من حيث امتداده اما عارجا من أسفل سافلين إلى أعلى عليين، فهو أخت الفتحة، فالفتح معها، واما هابطا فهو أخت الكسرة، واما جامعا بين النزول والعروج وهو أخت الضمة. فالألف والواو والياء صور الألف الذاتي الوجودي النفسي في مراتبها، وفي التحقيق لا مخرج لهذه الحروف، وهذا الاعتبار واحدية الواحد كما قال تعالى: والهكم اله واحد (163 - البقرة) وبه يكون الواحد مبدء للعدد، ولا يتنزه عن الكثرة النسبية ويستلزم الرب المربوب والاله المألوه، وينشئ الواحد من نسب ذاته تعينات تجلياته، فهذه المرتبة سابقة على مرتبة التعين العددي مسبوق بالاطلاق الذاتي الاحدى وهو اعتبار الألوهية.
255 - 4 وثالثتها اعتبار التعين النفس في المخارج بصور الحروف وتجليات الواحد في أعيان الآحاد وتسميتها بأسماء لا تحصى، وهى أيضا مراتب تعينات التجلي النفس الرحماني الإلهي الوجودي والفيض الذاتي الجودي المنبعث من غيب باطن القلب الذي هو التعين الأول إلى حضرة أحدية جمع الجمع على ظاهرية اسم الظاهر المشهود المعهود، فما ثمة الا هو الأول الاحد والاخر الأبد والظاهر بالعدد والباطن عما تعدد، والجامع بين ما تأحد وتوحد وتجدد وتحدد وتقيد وتعدد، فالوجود الواحد الحق يظهر بأوصاف المحدثات المتجددة، إذ في كل ماهية ماهية بحسبها لا بحسبه، وخارج عنها في حقيقته المطلقة كاللون في أنواعها - مع اطلاقه في عينه لا في أينه - فافهم، هذا كلامه.
256 - 4 والمفهوم منه: ان النفس الرحماني مطلق الوجود من حيث هو متعين بتعين ما كان، فكان مادة جميع التعينات وهى العماء.
257 - 4 فبهذا التحقيق صدق عليه التعين الأول - كما وقع في التفسير - ومرتبة العماء وحضرة أحدية الجمع والصورة الوجودية من حيث ظهورها لتعينه، وانه انبعث من التعين الأول مارا على حضرة أحدية الجمع إلى ظاهرية الاسم الظاهر إلى غير ذلك من