814 - 3 وقال فيه أيضا: واعلم انا ما قصدنا بها (1) حصر الأسماء ولا انه ليس ثمة غيرها، بل سقنا هذا الترتيب تنبيها، فمتى رأيت اسما من أسمائه الحسنى فالحقة بالأظهر فيه.
815 - 3 فأقول: الجواب عن الأول: ان من الجائز ان تعتبر الأظهرية في المحتمل مختلفا، ويختلف الايرادان بناء على ذلك، وعلى جواز اختلاف الايرادين نبه شيخنا رضي الله عنه ههنا ان أمهات أسماء الألوهية كالحياة والعلم والقدرة وغيرها انما تعد من أسماء الذات، إذا اعتبرت من حيث هي، أي ذاتية لا نعتا للواحد، اما إذا اعتبر تعلقاتها وكون الوحدة نعتا، فمن أسماء الصفات.
816 - 3 فعليك بضبط الأصول وتفريع الفصول، فان الامر الكلى ما لم يعتبر فيه التعلق أو الامتياز النسبي فهو اسم الذات، وان اعتبر فيه التعلق - فإن كان تعلقه تعلق التأثير - فهو اسم الفعل والا فهو اسم الصفة، ولا يقدح كونه شرطا في التأثير - كالحي - فقد قال الشيخ رضي الله عنه : انه الدراك الفعال وانه شرط الكل، وكالعليم والمريد والقادر فإنها شروط التأثير.
817 - 3 ثم أقول: فمثل القادر والقدير ومن سدنته القهار والقاهر، وكذا المحصى من سدنة العليم كما مر معناه يجوز ان يكون باعتبار تعلقه بالأغيار من أسماء الصفات وباعتبار ان قدرته محتد تفاصيل تأثيراته حين اعتبار التنوع في تعلقاتها المشتمل ذلك التنوع على حرمان البعض عن بعض الكمالات وهو القهر، وعلى اعتبار إحاطته بحد كل مقدور وعدده ومبلغه وهو الاحصاء في القدرة، يصح عد الكل من أسماء الافعال، وعليك بتأمل الاعتبارين في كل من الرقيب والحسيب على ما سيظهر من شرحها إن شاء الله تعالى.
818 - 3 فان قلت: عد الشيخ الكبير رضي الله عنه القدوس والسلام من أسماء الذات وقال الغزالي: السلام هو الذي يسلم ذاته عن العيب وصفاته عن النقص وافعاله عن الشر.
وقال بعض المشايخ: القدوس من تنزه عن الحاجات ذاته، والسبوح من تنزه عن الآفات