800 - 3 وتحقيق اندفاعه: ان قدم كل حادث بالنسبة إلى حضوره بكلياته وجزئياته مع الوجود الحق الذي لا تقيد له من حيث هو بزمان أو حال، وإلى اطلاعه على ذلك الحضور اطلاعا لازما لا ينفك عن ذاته أصلا غير منكر.
801 - 3 تأنيسه عقلا: اما أولا: فلما مر من كلام المحقق الطوسي قدس سره: ان العالم بجميع المعلومات الغير المقيد بزمان أو مكان يكون جميع المعلومات بجميع نسبها حاضرة عنده وهو يكون مطلعا عليها.
802 - 3 واما ثانيا: فلما تقرر في حكمة الاشراق وغيره: ان الجهات النسبية - أي جهة كانت - إذا جعلت جزء من المحمولات كانت القضايا بأسرها ضرورية أزلية، لان أعم الجهات وهى الامكان لكل ممكن، والاطلاق لكل مطلق ضروري أزلي، والا انقلب الحقائق وهو محال.
803 - 3 وقال قدس سره في موضع اخر من التفسير: ولما كان كل متعين من الأسماء والصفات حجابا على أصله الذي لا يتعين، وكان الكلام من جملة الصفات صار حجابا على المتكلم من حيث نسبة علمه الذاتي، فكلام الحق تجل من غيبه وحضرة علمه في العماء الذي هو النفس الرحماني ومنزل تعين المراتب والحقائق وحضرة الأسماء، فيتعين حكم هذا التجلي بالتوجه الإرادي للايجاد أو للخطاب من حيث مظهر المرتبة والاسم الذي يقتضى ان ينسب إليه النفس، فيسرى حكمه إلى المخاطب بالتخصيص الإرادي والقبول الاستعدادي الكوني، فيظهر سره (1) في كل سامع، مع انصباغه بحكم حال من ورد عليه وما مر به من المراتب والاحكام الوقتية والموطنية وغيرها - ان اقتضى الامر الإلهي على سلسلة الترتيب - وان وصل إليه من الوجه الخاص لا ينصبغ الا بحكم من ورد عليه ووقته وموطنه ومقامه - لا غير - فالكلام في كل مرتبة لا يكون الا بتوسط