717 - 3 واما كيفية شمولها فما قال في تلك المنازلة والمشهد أيضا: انى رأيت أن لكل موجود بموجب احكام الحضرات الخمس خمس مراتب:
718 - 3 الأولى: اعتباره من حيث عينه الثابتة التي هي عبارة عن صورة معلوميته في علم الحق الذاتي أزلا وابدا على وتيرة واحدة، ولهذا الاعتبار احكام لازمة له من حيث هو معلوم في نفس الحق ومعدوم بالنسبة إليه.
719 - 3 ثم اعتباره من حيث روحانيته، وما من شئ الا وله روحانية، اما ظاهرة السلطنة والحكم، كالملك والجن والانس والحيوان، واما خفية كالنباتات والمعدن وغيرهما من الصور العنصرية وغيرها، ثم اعتباره من حيث طبيعته وصورته.
720 - 3 ثم إن الصورة اللازمة لكل روحانية على ضروب: فإن كان الروح مما من شأنه ان يتلبس بصور متعددة في وقت واحد - كالملائكة والجن والأكابر من الناس - فله حكم. وإن كان شأن ذلك الروح تقيده بصورة معينة لا يتعداها كجمهور الناس بالاتفاق والحيوانات عند من يقول إن لها أرواحا مفارقة، وعلى التقديرين فللروحانية احكام كامنة يلازمها بحسب مظاهرها، إذ بتلك المظاهر وبحسبها يتعين الأرواح.
721 - 3 وثمة اعتبار اخر وهو اعتبار الشئ من حيث التجلي الوجودي الساري في المراتب الثلاث المذكورة.
722 - 3 ثم الوصف والحكم الجامع بين هذه الأربعة المتوقف معرفته على تعقل الهيئة المعنوية المتحصلة من اجتماع الأربعة وهو الحكم الأخير الكمالي والنفسي الرحماني، هذا كلامه.
723 - 3 فان قلت: إذا كانت هذه المراتب الخمس حاصلة لكل موجود كما قيل: كل شئ فيه كل شئ، كان كل موجود جامعا، فما معنى جميعة الانسان دون غيره؟
724 - 3 قلت: فرق بين جمعية الحقائق على ظهورات احكامها اما بالاعتدال الحقيقي الإلهي - كما في الانسان الكامل - أو بالانحراف عن ميزانه كما لغيره، وبين جميعتها لاعلى ذلك الوجه، بل مع استهلاك احكام بعض الحقائق بل أكثرها.