مصباح الأنس بين المعقول والمشهود - محمد بن حمزة الفناري - الصفحة ٢٣٢
ومظهر، ومرتبة كل حكم بحسبها، والجمع بين وجوب الوجود ووجوب الثبوت على الدوام. والسلبية ككونه سبحانه لا يتقيد ولا يتميز ولا ينحصر ولا أولية لوجوده ولا يحاط به، فهذه من مقتضيات ذاته، لا ان يعرض له من حيث المظاهر الكونية.
577 - 3 وما يخص الكون عدم كل من المذكورات وانفراده بوجوب الثبوت دون وجوب الوجود، وكالحدوث وتقلب الأحوال عليه، بخلاف الحق سبحانه، فإنه لا يتقلب في الأحوال.
578 - 3 وما سوى القسمين من الصفات يبدو في البرزخ الأول وهى مشتركة ذات وجهين، باعتبارهما يصح نسبتها إلى الطرفين، لكن ثبوتها للحق بنسبة الاشتراك مما اقتضت ذاته قبولها بهذا الشرط، وكل حكم من احكامها بحسب شرائطه.
579 - 3 واعلم أن المتجدد ظهور تلك الأمور ومعرفتها لا ثبوتها في عالم الأعيان الثابتة - لمن ثبتت له أو نفيها عمن انتفت عنه - لان ثبوتها ونفيها لا يظهر الا في العماء المذكور الفاصل بين الغيب والشهادة، فالثابت للحق ولغيره كان ما كان هو ما اقتضته ذات من ثبت له أزلا، وكذا الثابت نفيه عنهما.
580 - 3 ثم اعلم أن لهذا البرزخ مرتبة الضياء، اما ما امتاز به الحق عن الخلق، فله مرتبة الغيب والنور المحض، ومن شأنه ان يدرك به ولا يدرك، والقائم (1) بحق مظهريته (السابق) وله العبادات النهارية والتي لها الأولية (2).
581 - 3 واما للحضرة الكيانية فالظلمة المشبهة على مرتبة الامكان والعدم المعقول، ومن شأنها ان تدرك ولا يدرك بها، ولها من العبادات الليلية والتي لها الاخرية (3) ومن القائمين (4) بحق مظهرية المقامات الكلية (الظالم)

(1) - مبتداء خبره: السابق، وهو إشارة إلى قوله تعالى: ومنهم سابق بالخيرات - ش (2) - عطف على النهارية، أي العبادات التي لها الأولية - ش (3) - عطف على الليلة، إلى العبادات التي لها الاخرية - ش (4) - خبر مقدم على المبتدأ الذي هو الظالم، إشارة إلى الظالم لنفسه المذكور في الآية الشريفة: ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه... الآية - ش
(٢٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 ... » »»
الفهرست