546 - 3 فان قلت: فإذا كان بعض علوم الحق سبحانه متعلقا بالمعلوم بشرط أو سبب متجدد كان علمه متجددا، فيلزم كونه محل الحوادث وجهله ببعض الأمور في بعض الأوقات ومستكملا بحصول علم لم يكن، وكل منهما قادح في صرافة وحدته ووجوبه؟
547 - 3 قلت: التعلق المخصوص مسلم، غير أنه لا يتجدد له علم ولا يتعين في حقه أمر ينحصر فيه ولا حكم معين، يعنى لا يلزم من التعلق الأزلي للشأن الكلى بشؤونه وحقائقه الجزئية الإضافية المشروطة الظهور بحسب آناتها المعينة حدوث (1) التعلق، لما مر ان من ليس زمانيا ولا مكانيا ويكون عالما بجميع المعلومات يكون جميع الانات والأمكنة عنده حاضرة ولكونه محيطا بالكل يعلم كل واقع فيها بسوابقها ولواحقها على ما بينها من نسبة السببية أو الشرطية أو الواقتية أو الآنية أو الكيفية أو غيرها، فلا يتعين في حقه أمر دون اخر ولا حكم دون اخر، بل جميع الأمور حاصلة بشؤونه بالنسبة إلى آناته، والمتعلق بالكل من جناب الحق سبحانه تجل واحد واقتضاء واحد وحكم واحد انما يتعلق حسب قابليات المتعلقات وشئونه الجزئية، فبهذا يحصل التوفيق بين قوله تعالى: كل يوم هو في شأن (29 - الرحمن) وبين قوله: وما امرنا الا واحدة كلمح بالبصر (50 - القمر).
548 - 3 وهذا هو سر القدر وقد صدق الخبر الخبر ذكر الشيخ قدس سره في النفحات: 9 قال الوارد المأمور بالتعليم والتذكير والتلقين: متى أقلقتك المطالبات والمعاتبات الإلهية أو الكونية، خاطب ربك ناشرا بين يديه بعض ما أنعم به عليك - لا مجادلا ولا محاججا - وقل: يا رب هذا الذي تراه في وتصدره منى، ان كنت جاعله ومنشئه في فلا تنسبه إلى، لأنه لا يمكن ان يصدر منى الا ما أودعته وخزنته في نسخة وجودي، لانى لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا الا ما شئت اضافته إلى لما تراه وتريده، وإن كان الذي هو في ليس بجعلك - مع ثبوت ان لا اله غيرك - فهو اذن من مقتضى حقيقتي التي تعلق علمك بها أزلا بحسبها