انتهى اثر الكيفية في الوجود المطلق إلى غاية التأثير اكتسب المطلق بذلك صفة المؤثرية فيمن اثر فيه، فأعاد الوجود اثر الكيفية عليها، فهذا سر قولي في غير ما موضع: الحكم للأشياء على أنفسها وكونها الحاكمة على الحكم ان يحكم عليها بما يقتضيه حقائقها، وهذا هو سر القدر دون رمز - فاعلم ذلك - 148 - 3 فأقول: علم من هذه الأصول ومما يجئ في مفتاح الغيب من أن الايجاد (1) عبارة عن ظهور التعين العلمي بالقدرة (2) صورة ظاهرة لنفسها، أعني انصباغ الامر الوجودي الإلهي بالتعين العلمي الإرادي من حيث المراد (3) وبحسبه - صبغا نورانيا ثابتا بالتعلق حاصلا بالاقران - تم لفظه (4).
149 - 3 ان (5) المؤثر هو الحق وتجليه الذاتي الاحدى لا غير، وتأثيره اظهار التعين العلمي الذاتي الكامن في غيبه صورة (6) ظاهرة في نفسها، لكن لا من حيث هو، إذ هو من تلك الحيثية غنى عن العالمين، بل من حيث نسب أسمائه ومن حيث يعلم نفسه وما في نفسه من عين علمه بذاته، فان تأثيره بالقدرة المتعلقة بما عينته الإرادة الذاتية (7) التابعة لما في علمه المتعلق المتعين حسب تعين المعلوم في نفسه المراد حسب استعداده ولوازم استعداده