سرعان ما تموت.. ولولا ذلك لفنيت عن بكرة أبيها..
انظر إلى عالم الحشرات تجد القاعدة ذاتها.. فالذبابة تبيض في الأسبوع الواحد آلاف البويضات.. ولو نجحت هذه البويضات في أن تتحول إلى يرقات ثم إلى حشرات لغطت سطح الكرة الأرضية في وقت وجيز.. ولما جعلت لغيرها مكانا للبقاء.. لولا أن عوامل الموت تكتنفها من كل حدب وصوب فلا يبقى منها الا القليل..
وفي عالم الأسماك.. تبيض سمكة النجمة STAR FISH ملايين البويضات في المرة الواحدة.. ولو لم تكتنفها عوامل الفناء والموت لملأت البحار والمحيطات في مدة زمن وجيز بحيث لا تبقى مكانا لغيرها قط..
وفى عالم الأشجار أنواع من الأعشاب تفرز ثمارها ملايين البذور ولو نجحت هذه لغطت سطح الأرض في زمن وجيز بحيث لا يبقى مكانا لغيرها ولكن ينجح منها في البقاء عدد ضئيل..
وهكذا في الطيور والحيوانات.. أطولها أعمارا أقلها تناسلا وأقصرها أعمارا أكثرها تناسلا.. وصدق الشاعر حيث يقول:
بغات الطير أكثرها فراخا * وأم الصقر مقلات نزور وفي المثل:
بقية السيف أكثر عددا وأقوى مددا.
وفي جميع عوالم الاحياء.. من فيروسات وبكتريا من نبات وحيوان..
من طير وسمك تجد هذه القاعدة إذا طالت الأعمار وقلت الاخطار قل النسل وإذا قصرت الأعمار وأحدقت بالنسل الاخطار كثر التوالد حتى يبقى التوازن قائما محفوظا بين جميع الكائنات.. لا يطغى أحدها على الآخر..
كلها تريك الحكمة في التقدير.. * (إنا كل شئ خلقناه بقدر) * وصدق الله العظيم الذي خلق كل شئ فقدره تقديرا..