بينما المرأة لا تفرز إلا بويضة واحدة في الشهر منذ البلوغ إلى سن اليأس وهو ما بين الأربعين والخمسين.. أي ان مجموع البويضات التي يفرزها المبيض طوال حياة المرأة التناسلية لا يزيد عن خمسمائة بويضة فقط. أما ما يفلح منها في التلقيح فلا يزيد عن عدد الأصابع الا فيما ندر. وتقول الأبحاث الطبية انه في مقابل كل بويضة يفرزها المبيض فان الخصية تفرز بليون حيوان منوي على الأقل (1).
فما هو السبب يا ترى في كثرة الحيوانات المنوية وندرة عدد البويضات؟
لعل القارئ قد أدرك جزءا من الجواب حينما وصفنا الحيوانات المنوية.. وقلنا ان ما يقرب من 20 بالمائة منها ينزل وهو غير صالح للتلقيح ابتداء.. كما أن نسبة أخرى تبلغ 20 بالمائة أيضا تموت في خلال ساعتين من نزولها من الإحليل.. وتحتاج الحيوانات المنوية لتقطع رحلتها من المهبل إلى الرحم حتى تصل إلى البويضة في قناة الرحم.. تحتاج إلى 6 ساعات على الأقل وهي المدة التي تقطعها الحيوانات المنوية القوية الشكيمة السريعة الحركة وغالبا ما تكون الحيوانات المنوية التي تحمل شارة الذكورة.. أما الحيوانات المنوية الأبطأ حركة هي عادة الحيوانات المنوية التي تحمل شارة الأنوثة فإنها تحتاج إلى ما بين 12 و 24 ساعة لتقطع هذه الرحلة الطويلة المحفوفة بالمخاطر..
ويموت عدد كبير آخر من الحيوانات المنوية نتيجة للافراز الحامضي الموجود في المهبل كما يموت عدد آخر عند عنق الرحم..
وفي أثناء الرحلة المحفوفة بالمفاوز والمخاطر يهلك عدد آخر من الحيوانات المنوية وبما ان هناك قناتين للرحم.. والحيوانات المنوية لا تعلم في أيهما البويضة فان عددا كبيرا سيلقى حتفه عندما يذهب إلى قناة الرحم التي لا توجد بها بويضة.. ليس ذلك فحسب ولكن وصول الحيوانات المنوية لا بد أن