معالم الفتن - سعيد أيوب - ج ١ - الصفحة ١٨٩
فقد آذاني (1).
وروى الحافظ البيهقي: أن سعد بن مالك كان فيمن خرج مع علي إلى اليمن وأصابه من علي بن أبي طالب بعض الغلظة والتضييق. وذلك منعهم من استخدام إبل الصدقة. فاستخدموها فذمهم ولامهم. يقول سعد: فلما جاء - علي - عرف في إبل الصدقة أنها ركبت. فذم الذي أمره ولامه فقلت: أما إن لله علي أن قدمت المدينة وغدوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأذكرن لرسول الله ولأخبرنه ما لقينا من الغلظة والتضييق. فلما قدمنا المدينة. لقيت أبا بكر خارجا من عند رسول الله. فلما رآني وقف معي. ورحب بي وساءلني وساءلته. وقال: متى قدمت؟ قلت: قدمت البارحة. فرجع معي إلى رسول الله!!
وقال أبو بكر: هذا سعد بن مالك بن الشهيد. فقال النبي: ائذن له. فدخلت.
فحييت رسول الله صلى الله عليه وسلم وحياني. وسلمت عليه وسألني عن نفسي وأهلي. فأخفى المسألة. فقلت: يا رسول الله. لقينا من علي بن أبي طالب ما لقينا منه! حتى إذا كنت وسط كلامي. ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذي وكنت منه قريبا. وقال: سعد بن مالك بن الشهيد!! مه بغض قومك لأخيك علي. فوالله لقد علمت أنه جيش في سبيل الله. قال سعد: فقلت في نفسي: ثكلتك أمك سعد بن مالك. ألا أراني كنت فيما يكره منذ اليوم. وما أدري لا جرم. والله لا أذكره بسوء أبدا سرا ولا علانية (2).
وعن عمران بن حصين. قال: بعث رسول الله سرية وأمر عليها علي بن أبي طالب. فأحدث شيئا في سفره فتعاقد أربعة من أصحاب محمد أن يذكروا أمره إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال عمران: وكنا إذا قدمنا من

(١) رواه أحمد (الفتح ١٢٠ / ٢٣) وقال الهيثمي رواه أحمد والطبراني باختصار والبزار أحضر منه ورجال أحمد ثقات ورواه ابن حبان في صحيحه (الزوائد ١٢٩ / ٩)، ورواه الحاكم وقال حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه (المستدرك ١٢٢ / ٣)، ورواه ابن أبي شيبة وابن سعد والبخاري في تاريخه والطبراني (كنز العمال ١٤٢ / ١٣) وقال ابن كثير رواه غير واحد. (البداية والنهاية ٣٤٧ / ٧).
(٢) رواه البيهقي (البداية والنهاية) 346 / 7.
(١٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 ... » »»
الفهرست