ونحن في كتابنا هذا سنعرض أطروحات الإسلام التي جاء بها النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم في ما يتعلق بمستقبل الأمة ودورها الرسالي الذي عهد به إليها وموقف الأمة من تلك الأطروحات النبوية. وسنعرض تجربة الأمة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وما تمخض عنها من نتائج امتدت عبر القرون إلى اليوم.
وسنبين مدى ملائمة ذلك مع أطروحات الرسول صلى الله عليه وسلم التي تمثل المنهج الإسلامي الأصيل. وسنقيم تلك التجربة التي تحرك فيها لا مسلمون بشكل موضوعي للخروج منا بالعبر والدروس التي تعيننا على تمييز الحق من الباطل والعودة تارة أخرى إلى ذات المنهج الإسلامي الذي رسمه النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم.
ومنهجنا في البحث يقوم على تحديد المشكلات واستبعاد الزائف منها بعد قراءة نقدية ومتفحصة وتقييمية. مع الوضع في الاعتبار أن جانب كبير من التراث صنعه أفراد، وهذا الجانب تداخل مع تاريخ السلام كما ذكرنا. وعلى هذا فتاريخ المسلمين عندي قابل للنقد كما أنه معرض أحيانا للرفض إذا تعارض مع القرآن والسنة الصحيحة. وقراءتي للأحداث كان الهدف منها تقديم تاريخ شامل. بمعنى تاريخ تجتمع فيه جميع الخيوط، وهذه القراءة التي تمارس النقد وفقا للكتاب والسنة تنظر إلى التراث على أنه نقطة بداية. فالبدايات دائما ترى عليه وجه النهايات. وعلى هذا فإن الأمور إذا اشتبهت اعتبر بآخرها أولها. أي يقاس آخرها على أولها فحسب البدايات تكون النهايات. هذا ولقد آثرت في هذا البحث الطريقة السردية التي تعتمد على آيات القرآن الكريم والحديث الشريف والرواية التاريخية. هذا وبالله التوفيق.