دعوة إلى سبيل المؤمنين - طارق زين العابدين - الصفحة ٢٥٨
ولو فرض أن عليا عليه السلام مختص بهذا المحبة وتلك النصرة للمؤمنين دون غيره من الصحابة.. فلماذا انحصرت محبته للمؤمنين ونصرته لهم بعد زمان النبي صلى الله عليه وآله، كما يقول من يفسر الولاية بالمحبة؟!
ألم، يقل النبي صلى الله عليه وآله لعلي: أنت ولي كل مؤمن بعدي، وقوله صلى الله عليه وآله لهم: إنه وليكم بعدي، فلازم هذا هو أن لا تكون لعلي محبة ونصرة للمؤمنين في زمان النبي صلى الله عليه وآله!
إذا، فليس معنى الولي في الآية وهذه الأحاديث هو الناصر والمحب، وإنما المعنى هو المتصرف والمتولي أمر المسلمين من بعد النبي صلى الله عليه وآله.
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وآله في حديث طويل ذكره أحمد بن حنبل في مسنده عن عمر بن ميمون، وهو حديث يتضمن خصالا لم تكن لأحد غيره من الصحابة منها قوله:
" وخرج رسول الله في غزوة تبوك، وخرج الناس معه، فقال له علي: أخرج معك؟
فقال: لا.
فبكى علي [عليه السلام]، فقال له رسول الله [صلى الله عليه وآله]: " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه ليس بعدي نبي. إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي " (1).
وهذا من الأحاديث التي أوضح فيها النبي صلى الله عليه وآله خلافة علي بكل صراحة ووضوح.
فأنت ترى أنه يمنح عليا كل مرتبة يمكن أن تكون لنبي إلا النبوة. والنبي صلى الله عليه وآله جامع لكل المراتب، وهي النبوة والإمامة والتصرف، فأعطاها لعلي مستثنيا منها النبوة، بقوله:
إلا أنه ليس بعدي نبي.
والنبي صلى الله عليه وآله لم يكن يعني باستخلاف علي على المدينة أن يكون ذلك في لحظة غيابه غازيا فحسب بل يمتد هذا الاستخلاف إلى ما بعد وفاة وذهاب النبي صلى الله عليه وآله، لأنه لو لم يكن يعني ذلك لنفى عنه النبوة، كان يقول: إلا أنه ليس معي نبي كما ليس بعدي نبي، لا بقوله: ليس بعدي نبي. فالنبي صلى الله عليه وآله إذا كان يتحدث عن زمان بعد زمانه، فيكون معنى قوله صلى الله عليه وآله هو: لك يا علي كل ما لي من وظائف ومسؤوليات من بعدي إلا النبوة، لأنه ليس نبي بعدي. فالكلام عن المستقبل لا الحاضر وإن كان استخلافه له في المدينة في

1 - مسند أحمد بن حنبل 1: 330، مستدرك الحاكم 3: 123 وقد صححه الذهبي، الخصائص للإمام النسائي ص 6.
(٢٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 7
2 تمهيد 10
3 الانسان بين الواجب الدنيوي والمصير الأخروي 13
4 وجوب التحقيق في أمر العقيدة 16
5 متطلبات التحقيق في أمر العقيدة 19
6 الأسباب الموجبة للتحقيق في أمر أمر العقيدة 22
7 أولا: الفتن والاختلافات الحادة 22
8 ثانيا: تعدد الفرق الاسلامية 23
9 ثالثا: بعد المسافة الزمنية بين زماننا وزمان النبي صلى الله عليه وآله 23
10 رابعا: حصار أهل البيت وتكميم أفواههم 24
11 اختلاف المسلمين حول ولي الامر بعد النبي صلى الله عليه وسلم 28
12 الفصل الأول: عدالة الصحابة مقدمة في عدالة الصحابة 33
13 تعريف الصحابي 34
14 تعريف العدالة 35
15 الباب الأول: حديث اقتداء بالصحابة 39
16 شرب الخمر 41
17 الفرار من الزحف وشماتة البعض 42
18 كتمان الشهادة! شهادة الزور 44
19 سب الإمام علي عليه السلام 45
20 اختفاء المنافقين بين الصحابة 48
21 الباب الثاني: حديث عليكم بسنتي وسنة الخلفاء 54
22 إشكالات على الحديث 55
23 اختلاف علي عليه عليه السلام وعثمان رضي الله عنه 58
24 إخبار النبي صلى الله عليه وآله لأبي بكر بالاحداث 59
25 محدثات أبي حفص 61
26 مخالفة الصحابة للخلفاء الأربعة 64
27 مخالفة سعد بن عبادة لأبي بكر وعمر 65
28 خلاف بعض الصحابة للخليفة الرابع 66
29 مخالفة عائشة لعثمان وعلي رضي الله عنهم 68
30 (الفصل الثاني: حديث اقتداء بأبي بكر وعمر) الباب الأول: الاقتداء بأبي بكر وعمر 73
31 من هي الزهراء؟ 75
32 ماذا كان بينها وبين أبي بكر وعمر؟ 80
33 الباب الثاني: مواقف عمر من أقوال وأفعال النبي صلى الله عليه وآله 95
34 عمر وصلح الحديبية 97
35 عمر وصلاة النبي على ابن أبي المنافق 109
36 ضرب عمر لمبعوث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم 113
37 عمر ورزية يوم الخميس 115
38 تزييف الاعتذار من نواح أخر 120
39 (الفصل الثالث: خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه) الباب الأول: استخلاف النبي صلى الله عليه وآله لأبي بكر في الصلاة 131
40 الحديث المروي في صلاة أبي بكر 132
41 بحث السند 133
42 حديث أبي موسى الأشعري 133
43 حديث عبد الله بن عمر 135
44 حديث عبد الله بن زمعة 137
45 حديث عبد الله بن عباس 138
46 حديث عبد الله بن مسعود 139
47 حديث بريدة الأسلمي 140
48 حديث سالم بن عبيد 140
49 حديث أنس بن مالك 142
50 حديث عائشة 143
51 حديث عائشة عن الأسود 144
52 حديث عائشة عن مسروق بن الأجدع 147
53 هل صلى أبو بكر بالناس؟! 150
54 الباب الثاني: إجماع الصحابة على أبي بكر الصديق رضي الله عنه 153
55 دلالة الحديث على صلاة أبي بكر 160
56 الباب الثالث: الشورى 179
57 السقيفة والشورى المزعومة 181
58 ترك الامر للناس والشورى 185
59 (الفصل الرابع: أولو الامر هم أهل البيت عليهم السلام) الاستخلاف واجب على النبي صلى الله عليه وآله 191
60 من هم أولو الامر 196
61 نظر الإمام الرازي 198
62 نظر ابن جرير الطبري 207
63 أولو الامر هم أهل البيت عليهم السلام 213
64 ما هي العصمة؟ 219
65 أهل بيت النبي معصومون 221
66 دلالة آية التطهير على العترة من خلال العصمة 221
67 دلالة حديث الثقلين على عصمة العترة 225
68 دلالة " حديث السفينة " على عصمة العترة 232
69 خلاصة البحث 237
70 من هم أهل البيت؟ 238
71 (الفصل الخامس: الخليفة بعد النبي صلى الله عليه وآله علي عليه السلام) خلافة علي عليه السلام في آية الولاية 249
72 علي عليه السلام ولي كل مؤمن بعد النبي صلى الله عليه وآله 254
73 خلافة علي عليه السلام في حديث الدار والانذار 259
74 خلافة علي عليه السلام في حديث الثقلين 262
75 عمر بن الخطاب يقول الحق!! 265