أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكارا) (١)، وهذا التهديد لتظاهرهما على النبي الأكرم.
وقوله تعالى لهما: ﴿إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما﴾ (2).
فالله تعالى يأمرهما بالتوبة، ولا توبة إلا من ذنب، وذلك لإتيانهما ما لا يرضاه الله تعالى، وما يعد ميلا عن الحق.
قال ابن عباس لعمر بن الخطاب: "... يا أمير المؤمنين، من اللتان تظاهرتا على النبي؟
فقال: تلك حفصة وعائشة " (3).
وقالت عائشة: " خاصمت النبي [صلى الله عليه وآله] فقلت: يا رسول الله، أقصد (أي أعدل)، فلطم أبو بكر خدي وقال: تقولين لرسول الله أقصد؟! وجعل الدم يسيل من أنفي " (4).
وقالت للنبي صلى الله عليه وآله: " أنت الذي تزعم أنك نبي؟!! " (5).
إذا، فصدور هذه الأخطاء من عائشة وحفصة يخرج نساء النبي صلى الله عليه وآله عن مفهوم أهل البيت، اللهم إلا أن يطلق عليهن هذا التعبير على سبيل المجاز، وهو خارج أيضا، لأن الله تعالى ما أراد بأهل البيت في الآية إلا المعنى الحقيقي لهم.
على أن الأحاديث وردت تؤكد أن أهل البيت هم عترة النبي صلى الله عليه وآله دون نسائه.
يقول الثعالبي: " والرجس اسم يقع على الإثم والعذاب وعلى النجاسات والنقائص، فأذهب الله جميع ذلك عن أهل البيت. قالت أم سلمة: نزلت هذه الآية في بيتي، فدعا رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا، فدخل معهم تحت كساء خيبري، وقال: هؤلاء أهل بيتي، وقرأ الآية، وقال: اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
قالت أم سلمة: فقلت: وأنا يا رسول الله؟
فقال: أنت من أزواج النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم، وأنت على خير "