وفي صحيح مسلم أيضا "، عن زيد بن أرقم قال: (... فقلنا من أهل بيته؟
نساؤه؟ قال: لا، وأيم والله إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها. أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده) (1).
ولكن أهل السنة يحتجون بالآيات التالية من سورة الأحزاب دليلا " على أن نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم هن أيضا " من أهل البيت: (يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا " جميلا " وإن كنتن...) [الأحزاب / 28] إلى قوله تعالى: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ") [الأحزاب / 33]. ولكن الشيعة يردون ذلك من عدة وجوه منها:
إن مجئ آية تطهير أهل البيت ضمن سياق الآيات النازلة في نساء النبي لا يعني بالضرورة أن يكون المقصود فيهما واحدا، ذلك أنه يوجد العديد من آيات الكتاب الكريم التي تحوي الواحدة منها أمرين مختلفين تماما " عن بعضهما. ومن أمثلة ذلك قوله تعالى:
(حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا " فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم) [المائدة / 3].
ومن وجه آخر: فقد جاء ضمير المخاطب لمن شملهم التطهير ب (عنكم، يطهركم) وليس بغير المخاطب لجمع المؤنث (عنكن - يطهركن)، كما جاء في المواضع السابقة لذلك والتي خوطبت بها نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم ب (كنتن، منكن، لستن، تخضعن، وقرن... الخ).