الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتابه الله واستمسكوا به، وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي) (1).
ومن هذا الحديث الذي يسلم علماء الفريقين بصحته يفهم أنه وعلى الرغم من أن الله (سبحانه وتعالى) أنزل القرآن على نبيه بأحكم صور التمام والكمال (ونزلنا عليك الكتاب تبيانا " لكل شئ) [النحل / 89] و (ما فرطنا في الكتاب من شئ) [الأنعام / 38]. إلا أنه لم يكن كافيا " لضمان هداية الناس وإبعادهم من الضلال. لماذا؟
يجيب الشيعة عن ذلك بالقول: إن عقول الناس قاصرة عن إدراك أسرار الكتاب ومغازيه والإحاطة بجميع جوانبه (تبيانا " لكل شئ)، فكان لا بد وأن يكون لهذا الكتاب من مرافق يقوم بهذه المهمة التوضيحية للناس (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وآخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم) [آل عمران / 7]. وهؤلاء الراسخون في العلم كما يوصفوا في موضع آخر (إنه لقرآن كريم * في كتاب مكنون * لا يمسه إلا المطهرون) [الواقعة / 77 - 79].
فكما أن التمسك بالكتاب لا يعني الإمساك به أو القبض عليه باليد، فإن (مس) الكتاب في هذه الآية لا يعني مجرد لمسه باليد، وإنما نزلت فيمن يحق لهم تفسير الكتاب وتأويله، والذين تدخلت الإرادة الإلهية بتطهيرهم (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ") [الأحزاب / 33].
وحتى أن علماء الحديث عند أهل السنة يرون أن الحديث صلى الله عليه وآله وسلم (... كتاب الله وعترتي أهل بيتي) والمشهور بحديث الثقلين، أصح مما رواه