روسيا، وكان معظمهم من اليهود الصرحاء أو المستورين أو من صنائعهم، ثم اختفت البروتوكولات من روسيا حتى الآن.
وكانت قد وصلت نسخة من الطبعة الروسية سنة 1905 إلى المتحف البريطاني في لندن ختمت بخاتمه، وسجل عليها تاريخ تسلمها (10 أغسطس سنة 1906) وبقيت مهملة حتى سنة 1917، وحينئذ وقعت هذه النسخة في يد الأستاذ فيكتور مارسدن مراسل جريدة المورنتج بوست اللندنية الذي كانت جريدته قد طلبت منه الاسراع إلى روسيا لموافاتها من هناك بأخبار الانقلاب الشيوعي الذي تم حينذاك، فقرأ النسخة، وقدر خطورتها ورأى نبوءة ناشرها نيلوس بهذا الانقلاب قبل وقوعه باثني عشر عاما، فعكف في المتحف على ترجمتها، ثم طبعها قبل سفره، وأعيد بعد ذلك طبعها عدة مرات كانت آخرها وخامستها سنة 1921 ومنها النسخة التي ترجمها الأستاذ خليفة للعربية (1)، كما نشرت كذلك بالفرنسية والألمانية والإيطالية وغيرها من اللغات، وكانت تنفد نسخها في كل طبعة بطرق غريبة مربية، وأحجمت دور النشر بعد ذلك عن إعادة طبعها بسبب نفوذ اليهود وسلطانهم على هذه الدور.
* * * وبين يدي الآن نسخة من هذه البروتوكولات، وأريد أن أحللها هنا تحليلا علميا لا دعاية فيه ولا تعصب.
عدد البروتوكولات أربعة وعشرون، ولكنها غير دقيقة التأليف، وبها كثير من التكرار، وقد حاولت أن أقترح عنوانا محددا لكل منها فلم يتيسر ذلك إلا لبعضها، إذ لم يخصص موضوع لكل منها، ولعل ذلك هو طبيعة النقاش الذي يستطرد أحيانا، حتى ليخيل لي أن الوثائق التي بين أيدينا خلاصة محاضر جلسات، وليست نص تقرير قدم